أبجدية الضباب Poem by محمد الماغوط

أبجدية الضباب

بصلاة
بشتيمة
بريح باردة
بنسيم عليل
بنميمة
بلقمة
بسعال
ببصقة على أي شيء
ثم أعتمد طريقي نحو ما أريد
طريقاًً عاماً أو خاصاً
طويلاً أو قصيراً
هذا إذا كنت أريد تحقيق أي شيء
ولا أحب أن أعثر أو أفقد شيئاً في طريقي
هذه جذوري وأغصاني
ليس كل ما هو متقن جميل
بل كل شيء مربك كاسم الله في غير زمانه ومكانه
إن قررت الانضمام لحزب أو الانسحاب منه
الاستقرار في مكان أو التشرد
البراءة أو التشكك
كانوا يضربونني على أصابعي التي أكتب بها
وعلى أنفي الذي أتنفس منه
وعلى أسناني التي آكل بها
وعلى ظهري الذي أستند به
ومن؟
حثالة الشعر والنثر والمسرح والإيمان بأي شيء.
وكانوا يعترضون طريقي حتى في الأمور البسيطة
كتسريح الشعر
وتعليق الثياب
ولون الحذاء والقبعة وربطة العنق
وكانت ضرباتهم مرعبة ومتقنة كضربات المحترفين
ولكنهم فشلوا في معرفة مصدر صوتي وأنيني
وكنت أنا لا أعرفه
لأن كل شيء تريد أن تعرفه تفقده
وكلما كشف النقاد والمتابعون
أي حكمة أو مزية أو هدف فيما أكتب
أشعر بالخوف والعار

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success