ذكريات الطفولة Poem by نازك الملائكة

ذكريات الطفولة

لم يزل مجلسي على تلّي الرم ليّ{#spc} يصغي إلى أناشيد أمسي
لم أزل طفلة سوى أنني قد {#spc}زدت جهلا بكنه عمري ونفسي
ليتني لم أزل كما كنت قلبا{#spc} ليس فيه إلا السّنا والنقاء
كلّ يوم أبني حياتي أحلا ما{#spc} وأنسى إذا أتاتي المساء
في ظلال النخيل أبني قلاعا{#spc} وقصورا مشيدة في الرّمال
أسفا يا حياة أين رمالي {#spc} وقصوري ؟ وكيف ضاعت ظلالي؟
إيه تلّ الرمال ماذا ترى أب قيت{#spc} لي من مدينة الأحلام ؟
أين أبراجها العلّيات هل{#spc} تا هت وراء الزمان في اوهام ؟
ذهب المس لم أعد طفلة تر قب{#spc} عشّ العصفور كلّ صباح
لم أعد أبصر الحياة كما {#spc}كا نت رحيقا يذوب في أقداحي
لم أعد في الشتاء أرنو إلى الأم طار{#spc} من مهدي الجميل الصغير
لم أعد أعشق الحمامة ان غنّ ت{#spc} وألهو على ضفاف الغدير
كم زهور جمّعتها وعطور {#spc} سرقتها الحياة لم تبق شيّا
كم تعاليل صغتها بدّدتها{#spc} وتبقّى تذكارها في يديّا
كنت عرشي بالأمس يا تلّي الرم لي{#spc} والآن لم تعد غير تلّ
كان شدو الطيور رجع أناشي دي{#spc} وكان النعيم يتبع ظّلي
كان هذا الوجود مملكتي {#spc}الكب رى فيا ليتها تعود إليّا
ليت تل الرمال يسترجع الأس رار{#spc} والشعر والجمال الطريّا
لم أعد أستطيع أن أحكم الزه ر{#spc} وأرعى النجوم في كلّ ليل
هل أنا الآن غير شاعرة تد رك{#spc} سرّ الكون الجديب المملّ؟
ذهب الأمس والطفولة واعتض ت{#spc} بحسّي الرهيف عن لهو أمسي
كلّ ما في الوجود يؤلمني الآ ن{#spc} وهذي الحياة تجرح نفسي
قد تجّلت لي الحقيقة طيفا{#spc} غيهّبيا في مقلتيه جنون
وتلاشى حلم الطفولة في{#spc} الما ضي ولم يبق منه إلا الحنين
أين لون الأزهار ؟ لم أعد الآ ن{#spc} أرى في الأزهار غير البوار
كلما أبصرت عيوني أزها را{#spc} تذّكرت قاطف الأزهار
أين لحن الطيور ؟ لم يعد الآ ن{#spc} اشتياقا وحرقة في فؤادي
فالغناء اللذيذ ضاع صداه {#spc} وانطوي في تذّكر الصياد
أين همس النسيم ؟ أشواقه السك رى{#spc} انطفت لم تعد تثير خيالي
فغدا يهمس النسيم بموتي{#spc} في عميق الهوى وفوق التلال
أين مني مفاتن الليل شعر {#spc}وغموض في غيهب مسحور
لم أعد أعشق الظلام غدا أه وي{#spc} عظاما تحت الظلام الكبير
ها أنا الآن تحت ظلّ من الصف صاف{#spc} والتين مستطاب ظليل
أقطف الزهر ان رغبت وأجني الث مر{#spc} الحلو في صباحي الجميل
وغدا ترسم الظلال على قب ري{#spc} خطوطا من الجمال الكئيب
وغدا من دمي غذاؤك يا صف صاف{#spc} يا تين أيّ ثأر رهيب
ذاك دأب الحياة تسلب ما تع طيه{#spc} بخلا لا كان ما تعطيه
تتقاضى الأحياء قيمة عيش {#spc}ضّمهم من شقاه أعمق تيه
هي هذي الحياة ساقية السم {#spc} كؤوسا يطفو عليها الرحيق
أومأت للعطاش فاغترفوا من ها {#spc}ومن ذاقها فليس يفيق
هي هذي الحياة زارعة الأش واك{#spc} لا الزهر والدجى لا الضياء
هي نبع الآثام تستلهم الشرّ وتحيا {#spc}في الأرض لا في السماء

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success