أنت قيد الوجود إن غبت غابا Poem by عبد الغني النابلسي

أنت قيد الوجود إن غبت غابا

أنت قيد الوجود إن غبت غابا {#spc} وإذا ما حضرت كنت حجابا
وكذا الكائنات علواً و سفلاً {#spc} هو منهنَّ لابسٌ أثوابا
كل ذا باعتبار نفسك أَمَّا {#spc} هو في ذاته فجلَّ مهابا
واحد مطلق عن القيد بل عن {#spc} قيد إطلاقه يلوح اقترابا
وهو في بيت عزة وجلال {#spc} لست تلقى إليه غيرك بابا
قف على بابه به وتأدب {#spc} بخشوع وقبل الأعتابا
كن بلا أنت تكشف الحجب عنه {#spc} ويريك الذي أرى الإنجابا
وجهه النور ظاهر بك لكن {#spc} عنه أبدى عليك منه نقابا
يا نديمي خذ المدامة مني {#spc} إنني قد أدرت هذا الشرابا
وبسطت البساط في دار قومي {#spc} وملأت الكؤس والأكوابا
وكنست الكنائس السود مما {#spc} كان فيها حتى البياض أجابا
واستحالت إلى الأصول فروع {#spc} أحكمتها يد الفناء انقلابا
فوجودي هو الوجود الحقيقي {#spc} والتصاوير فيه كانت خضابا
إن علمي علم اليقين بأني {#spc} كنت سعدى وزينباً والربابا
كنت ليلى أنا ومجنون ليلى {#spc} والمحبين قبل والأحبابا
وأنا الآن كل ما هو باد {#spc} وسأبدو حبائباً وصحابا
مثل فعل الحرباء يصبغ منها {#spc} كل لون به تلوح الإهابا
وهي في أي صبغة هي فيها {#spc} ذاتها لا تزال والألقابا
كل شيء نطق الوجود حروف {#spc} عاليات تحيّر الألبابا
قلم إن بحثت عنه ولوح {#spc} باعتبار ولقبوه الكتابا
وهي عين ترى وتدرك أبدت {#spc} ما سواها الجفون والأهدابا
شمس ذات لها الأشعة أسماء{#spc} عليها الجميع كان سحابا
تتجلى بنا فنظهر عنها {#spc} مثل ما يظهر البقاع السرابا
لكن الغِرُّ بالحقائق لا {#spc}يعرف شيأ فيحسب الشهد صابا
ويظن الوجود قسمين هذا {#spc} خطأ منه لا يكون صوابا
ويزيد الشرك الخفي عليه {#spc} كلما غاير الشراب الحبابا
والكلام المجازعين الحقيقي {#spc} وترى في معناهما استغرابا
لكن المنكر الجهول غبى {#spc} ومحب السوى له يتغابى
والذي يفهم الأمور تراه {#spc} جامعاً فارقاً عصياً مجابا
هذا ملة بها الله أدنى {#spc} منه أهل الكمال والأقطابا
لم يوفق لها الإله سوى من {#spc} خرَّ نجماً على الجهول شهابا
حافظاً لما يزل عهود التصابي {#spc} في شهود الوجود والآدابا
فعليه السلام ما حن قلب {#spc} نحو أحبابه وزاد التهابا
وبسعدى رأى العذاب نعيماً {#spc} حين وافته والنعيم عذابا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success