انتقام Poem by طه محمد علي

انتقام

أحيانًا
أتمنّى أن أُبارز
الشخص الذي
قتل والدي
وهدم بيتنا
فشرّدني
في بلاد الناس
الضّيّقة
فإذا قتلني
أكون قد إرتحت
وإن أجهزتُ عليه
أكون قد إنتقمت

لكن
إذا تبيّن لي
أثناء المبارزة
أنّ لغريمي أُمًا
تنتظره
أو أبًا
يضع كفّ يمينه
على مكان القلب من صدره
كلّما تأخّر إبنه
ولو ربع ساعة
عن موعد عودته
فأنا عندها
لن أقتله إذا
تمكّنت منه

كذلك
أنا لن أفتك به
إذا ظهر لي
أنّ له إخوة وأخوات
يحبّونه
ويُديمون تشوّقهم إليه
أو إذا كان له
زوجة ترحّب به
وأطفال
لا يطيقون غيابه
ويفرحون بهداياه
أو إذا كان له
أصدقاء أو أقارب
جيران معارف
زملاء سجن
رفاق مستشفى
أو خُدناء مدرسة
يسألون عنه
ويحرصون على تحيّته

أمّا إذا كان وحيدًا
مقطوعًا من شجرة
لا أب ولا أم
لا إخوة ولا أخوات
لا زوجة ولا أطفال
بدون أصدقاء ولا أقرباء ولا جيران
من غير معارف
بلا زملاء أو رفقاء أو أخدان
فأنا لن أُضيف
إلى شقاء وحدته
لا عذاب موت
ولا أسى فناء
بل سأكتفي
بأن أُغمض الطّرف عنه
حين أمرّ به في الطريق
مُقنعًا نفسي
بأنّ الإهمال
بحدّ ذاته هو أيضًا
نوعٌ من أنواع الإنتقام

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
طه محمد علي

طه محمد علي

فلسطين / الجليل
Close
Error Success