قَدِ انْطَوَى سِفْرُ الشَبَابِ وَاغْتَدَى رَبِيعُ أَفْرَاحِي شِتَاءً مُجْدِبا
لَهَفِي لِطَيْرٍ كَانَ يُدْعَى بِالصِبَا مَتَى أَتَى وَأَيَّ وَقْتٍ ذَهَبَا
...
يُدَقِّقُ ذَلِكَ الْخَزَّافُ فِكْراً بِصُنْعِ الطِّيْنِ تَدْقِيقَ الْفَهِيمِ
إِلاَمَ يَسُوْمُهُ دَوْساً وَلَكْماً يَخَالُ الطِّينَ غَيْرَ ثَرَى الْجُسُومِ ؟
...
لاَ يُوْرِثُ الدَّهْرُ إِلاَّ الْهَمَّ وَالْكَمَدَا وَالْيَوْمَ إِنْ يُعْطِ شَيْئاً يَسْتَلِبْهُ غَدَا
مَنْ لَمْ يَجِيْئُوا لِهَذَا الدَّهْرِ لَوْ عَلِمُوا مَاذَا نُكَابِدُ مِنْهُ مَا أَتَوْا أَبَدَا
...
كُلُّ ذَرَّاتِ هذهِ الأرْضِ كانَتْ أَوْجُهاً كَالشُّمُوسِ ذاتَ بَهَاءِ
أُجْلُ عَنْ وَجْهِكَ الغُبَارَ بِرِفْقٍ فَهْوَ خَذٌّ لِكَاعِبٍ حَسْنَاءِ
...
مَا لِلْبَقَا هَادٍ وَإِنْ يَكُ فَالطِّلاَ وَالْكَأْسُ أَفْضَلِ مُرْشِدِ الْمُتَحَيِّرِ
الرَّاحُ مُؤْنِسَتِي فَلَيْسَ بِمُسْعِدِي مَاءُ الْحَيَاةِ وَلاَ حِيَاضُ الْكَوْثَرِ
...
يَا لِهَذَا الْقَلْبِ الْبَئِيسِ الْمُعَنَّى لَمْ يُفِقْ مِنْ هَوَى الْحَبِيبِ الْقَاسِي
مُذْ أَدَارُوا سُلاَفَةَ الْحُبِّ قِدْماً مَلأوا مِنْ دَمِ الْحُشَاشَةِ كَاسِي
...
أُنْظُرِ الْعُمْرَ كَيْفَ يَمْضِي حَزِيناً فَابْتَدِرْهُ فَسَوْفَ يُودِي وَيَقْضِي
مَا رَأَيْتُ الْهَنَاءَ عُمْرِي فَلَهْفِي لِحَيَاةٍ كَذَا تَمُرُّ وَتَمْضِي
...
مَا أَهْرَقَ السَّاقِي سُلاَفاً فِي الثَّرَى إِلاَّ وَأَطْفَأَ نَارَ قَلْبٍ مُوْلَعِ
أَتَظُنُّ رَاحاً ذَلِكَ الْمَاءَ الَّذِي يُوْدِي بِمَائَةِ عِلَّةٍ فِي الأَضْلُعِ
...
نَحْنُ نَبِيعُ التَّخْتَ وَالتَّ اجَ بِصَوْتِ الْمِعْزَفِ
وَنَشْتَرِي بِسُبْحَةِ الرِّ يَاءِ كَأْسَ قَرْقَفِ
...
تَوَضَّأْ إِذَا مَا كُنْتَ فِي الْحَانِ بِالطِّلاَ فَمَنْ يَفْتَضِحْ شَأْناً فَلاَ يَرْجُ أَنْ يَرْقَى
أَدِرْ لِي الْحُمَيَّا إِنَّ سِتْرَ عَفَافِيَا قَدِ انْشَقَّ حَتَّى لاَ نُطِيقَ لَهُ رَتْقَا
...