بدر الدين الحامد

بدر الدين الحامد Poems

هـبّتْ عـلـيكَ مـن الربـيع نســــــــــائمُ
ورنـتْ إلـيكَ مـن الغصـون حـمـــــــــائمُ
...

أطـالع فـيكِ أبكـارَ الـمعـانـــــــــــي
وأسـرح مـنكِ فـي روض الأمـانـــــــــــي
...

هـذا الـتـراب دمٌ بـالـــــــــمدع ممتزجٌ
تهـبّ مـنه عـلى الأجـيـال أنســـــــــامُ
...

أأنُواحٌ مُردَّدٌ
أم حديثٌ عـن الزمـان بـلــــــــــــــحنِ
...

أتتـركـنـي وحدي وتُلزمـنـي ذنـبــــــــي
صريعـاً أعـانـي الكربَ يُدفع بـــــــالكربِ
...

بدر الدين الحامد Biography

الشاعر بدر الدين بن محمود الحامد: (1897 م - 1961 م) الموافق: (1315هـ - 1381هـ) من مواليد مدينة حماة السورية, وهو أخو العالم الفضيل الشيخ محمد الحامد أبرز علماء بلاد الشام. قرض الشعر وهو فتى ولقب بشاعر العاصي بدر الدين بن محمود الحامد، شاعر ومناضل وطني، ولد في مدينة حماة السورية، وقضى حياته فيها. ترعرع في أسرة محافظة يغمرها العلم ويفيض منها الشعر والأدب، فأبوه وأخواله وإخوته كلهم أدباء، وكلهم من العلماء في مدينة حماة، فنشأ متأثراً بهذا المناخ درس على يد أبيه العلوم الدينية والقرآن الكريم واللغة العربية، وبعد أن أنهى دراسته الثانوية انتقل إلى دار المعلمين ونال أهلية التعليم الابتدائي عام 1923، ثم تخرج من الكلية الصلاحية بالقدس حين خيّم الاستعمار الفرنسي على سوريا عام 1920 ، كان بدر الدين الحامد في أوج شبابه وحماسته وتفجر شاعريته، فشارك في الحركات الوطنية، واتجه للشعر القومي والسياسي يلقيه في المناسبات، ويثير به العزائم، كما انخرط في العمل الوطني ومحاربة الاستعمار الفرنسي (الذي امتد بين عامي 1920-1946) حيث كان من رجالات الكتلة الوطنية التي كان يرأسها شكري القوتلي. ألقي القبض عليه إبان ثورة حماة عام 1925 وزُجّ به في السجن، حيث ذاق صنوف العذاب والقهر في معتقله، ولاسيما بعد إخفاق محاولته في الهرب أمضى الشاعر بدر الدين الحامد حياته متنقلاً بين التدريس والعمل الإداري، فبعد أن درّس اللغة العربية وآدابها في مدارس حمص وحماة أكثر من ستة وعشرين عاماً، عين عام 1946 مفتشاً للمعارف في حماة، ثم مديراً للتربية فيها. كما كان له نشاط اجتماعي، فقد كان عضواً في الرابطة الثقافية التي ضمت خريجي الكلية الصلاحية تجاذبت الشاعر في حياته مجموعة من النزاعات والأهواء، فقد كان في أسرة يغلب عليها الرصانة والالتزام في تدينها، فوجد نفسه مقيداً بأغلال أسرته التي حاول الهروب منها إلى مجالس الطرب ، مع رفاقه من الأدباء والموظفين من أصحاب الطرفة والظرف والأدب، فعاش حياةً من التناقضات في شخصية عكستها مرآة شعره، بين عالم من الجدية ،وعالم من اللهو والمرح. وبين هذين العالمين وجد نفسه مثقلاً بهموم الحيرة واضطراب النفس.فنسمعه يقول أخو لوعةٍ يهتاجُ في قلبه الذكرُ دُجىً فدموعُ العين أسرابُها همرُ يحنُّ وما يُجدي علــيه حنينهُ سوى ألمٍ ينقدُّ من هوله الصّدرُ كان بارعاً في إلقاء الشعر، ذا لفظ غاية في الفصاحة، وفي صوته عنّة تمده بتأثير في سامعيه أضعاف ما يؤثر شعره فيهم إذا قرئ عليهم. يتوزع شعر بدر الدين الحامد على أربعة أغراض رئيسة هي: الشعر الوطني والقومي، والشعر الصوفي، وشعر الخمرة، وشعر الغزل. اشتهر بأنه شاعر لكل مناسبة وطنية، فله أشعار في القضية الفلسطينية والثورات العربية فكان شعره سجلاً لأحداث وطنه، وقد خلّد فيه بطولات الثوار وفي مقدمتهم إبراهيم هنانو (1869- 1935)، وتعد قصيدته الرائعة «يوم الجلاء» من أهم وأشهر قصائده الوطنية التي نظمها في ذكرى جلاء المستعمر الفرنسي عن سوريا عام 1946 يعد بدر الدين الحامد من الشعراء المطبوعين، وهو ذو موهبة ظاهرة تجلوها لغته العربية السليمة ومخزونه من المفردات والأبيات والقصائد المختارة من عيون الشعر العربي، وتجلت شاعريته في رقة الألفاظ وقوتها وجزالتها, وبساطة الأسلوب, وطول النَفَـس، وحسن الأداء، والنسج على منوال الشعراء العباسيين، ولا سيما البحتري الذي تأثر بأسلوبه أكثر من أي شاعر آخر. وتعد قصائده سجلاً واضحاً للكثير من الأحداث الوطنية الكبرى التي واجهتها سوريا إبّان الانتداب الفرنسي لقد أثر ظلام السجن والحياة المضطربة التي عاشها، وإقباله على مباهج الدنيا، ومجالس اللهو والطرب -ولا سيما بعد أن تحسنت أحواله المادية- أثرت جميعها في صحته، فاصطلحت عليه الأمراض والعلل، وهدت جسمه الناحل، إلى أن لقي وجه ربه في 2 تموز/يوليو عام 1961 في مدينته حماة ودفن فيها)

The Best Poem Of بدر الدين الحامد

الربيع

هـبّتْ عـلـيكَ مـن الربـيع نســــــــــائمُ
ورنـتْ إلـيكَ مـن الغصـون حـمـــــــــائمُ
والـوردُ فـاح مـن الريــــــــــاض أريجُه
فهفـا لـذيّاكَ الأريجِ الهـــــــــــــائم
ومغارسُ الـتفّاح أشـرقَ نَوْرُهـــــــــــــا
وكأنه فـوق الغصـون عـمــــــــــــــائم
والأرضُ تزهـو بـالأقـاح وفـوقهـــــــــا
صـوبُ القِطـار مـن الغمـائم سـاجــــــــم
أَوَ مـا تـرى النـوّارَ يبسم مـثلـمـا افْــتَرّتْ
مـن الغـيـد الـحسـانِ مبــــــــاسم
فـي كلّ رابـــــــــــــــــيةٍ يُغرِّد بكرةً
طـيرٌ يـنـادي قُمْ بنـا يـا نــــــــــائم
هـذا هـو الفردوسُ قـد ظهـرتْ لنـــــــــا
مـنه عـلى وجه الصـبـاحِ عـــــــــــلائم
بـيـن الـبنفسجِ والشقـيـق خـصــــــــومةٌ
كلٌّ يجـادل خـصـــــــــــــــــمَه ويُلاطم
والنرجسُ الزاهـــــــــــــــي يُدلّ بحسنهِ
والـوردُ فـي جـبروته متـنـاظـــــــــــم
والنهـرُ مُنْعـرجٌ يســـــــــــــــيل كأنه
بـيـن الـمـروج دمـالجٌ ومَتعـاظـــــــــم
والشمسُ بـيـن خزامهـا وعَرارهـــــــــــا
ذهـبٌ يُسـايره خريرٌ نـاعــــــــــــــــم
نُعـمـى يجـول بـهـا الربـيعُ وكــــــم له
نِعَمٌ إذا رُقـمِتْ يضلّ الراقـــــــــــــــم

بدر الدين الحامد Comments

بدر الدين الحامد Popularity

بدر الدين الحامد Popularity

Close
Error Success