محمد القيسي

كلماتك يا حادي الركب حزينة
كلماتك ريح والليل ذئاب مجنونة
...

الليل وقنديلي المطفأ
والصمت المطبق والجدران
...

ترى من سيخبر الأحباب أنّا ما نسيناهم
وأنّا نحن في المنفى نعيش بزاد ذكراهم
...

ودخان على القلب هذا الدخان
دخان
...

أضمّ يدي على جرحي
وأخنق في قرار القلب تنهيدة
...

كان يمشي واهي الخطو حزينا
شارد الطرف رهيبا في خطاه
...

أحبابنا
هل يبسم الزمان مرّة لنا
...

لو مرّة أيار تأتينا وفي شفتيك وعد أو بشارة
لو مرّة تحنو , تعانقنا , ومن كفّيك تمنحنا الشرارة
...

تتلفّت العينان حولي لا أرى
إلاّ صحابا ها هنا متفرقّين
...

ها نحن نحصد ما زرعنا
والحصاد العام أحزن ما يكون
...

غنّيت يا وطني
وكانت غنوتي الأولى مبلّلة بأحزان الرحي
...

رفيقة هدبي المكسور
أعود إليك حين تزورني الأحزان
...

صمتنا كلّ هذا العمر لم نرفض ولم نحتج
ولا يوما تمردنا وعفنا ليلنا المقرور
...

لأني حينما أبحرت في عينيك كان الحزن موّالي
وكان الجرح في أعماق أعماقي
...

لو أنّها الرياح في مدينتي
تكنّس الغبار عن رفوفها
...

سيّدتي حين أطلت عليك المشوار
في إحضار الخضرة والفاكهة من السوق
...

سيّدتي منذ أعوام مرّت
لم يعرف قلبي طعم البسمة
...

أحنّ إليك ما يجدي الحنين وبيننا
ليل طويل ما له آخر
...

بحثت بأدمعي عنكم
وناشدت الرياح السود عن أحوالكم خبرا
...

ولو أنّ الطريق إليك ميسور
لما وهنت خطاي , وسمّرت نظراتي اللهفى وراء الباب
...