قاع المدينة Poem by محمود درويش

قاع المدينة

عشرون أغنية عن الموت المفاجيء
كل أغنية قبيلة
و نحب أسباب السقوط
على الشوارع
كل نافذة خميلة
و الموت مكتمل
قفي ملء الهزيمة يا مدينتنا النبيلة
في كلّ موت كان موتي
حالة أخرى
بديلا كان للغة الهزيلة
(و العائدون من الجنازة عانقوني
كسّروا ضلعين
و انصرفوا
ومن عاداتهم أن يكذبوا
لكنّني صدقّتهم
و خرجت من جلدي
لأغرق في شوارعك القتيلة
تتفجرين الآن برقوقا
و أنفجر اعترافا جارحا بالحبّ
لولا الموت
كنت حجارة سوداء
كنت يدا محنّطة نحيلة
لا لون للجدران
لولا قطرة الدم
لا ملامح للدروب المستطيلة
و العائدون من الجنازة عانقوني
كسّروا ضلعين
و انصرفوا
و من عاداتهم أن يسأموا
لكنهم كانوا يريدون البقاء
خرجت من جلدي
و قابلت الطفولة
قد صار للإسمنت نبض فيك
صار لكل قنطرة جديلة
شكرا_ صليب مدينتي
شكرا.
لقد علّمتنا لون القرنفل و البطولة
يا جسرنا الممتدّ من فرح الطفولة
يا صليب_ إلى الكهولة
الآن
نكتشف المدينة فيك
آه.. يا مدينتنا الجميلة

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
محمود درويش

محمود درويش

الجليل / فلسطين
Close
Error Success