عازف الجيتار المتجول Poem by محمود درويش

عازف الجيتار المتجول

كان رسّاما
ولكن الصّور
عادة
لا تفتح الأبواب
لا تكسرها
لا تردّ الحوت عن وجه القمر
يا صديقي ،أيّها الجيتار
خذني
للشبابيك البعيده
شاعرا كان
ولكن القصيده
يبست في الذاكره
عندما شاهد يافا
فوق سطح الباخره
يا صديقي، أيّها الجيتار
خذني
للعيون العسليّه
كان جنديّا
ولكن شظيّه
طحنت ركبته اليسرى
فأعطوه هديّه
رتبة أخرى
ورجلا خشبّيه
يا صديقي، أيّها الجيتار
خذني
للبلاد النائمه
عازف الجيتار يأتي
في الليالي القادمه
عندما ينصرف الناس ألى جمع تواقيع الجنود
عازف الجيتار يأتي
من مكان لا نراه
عندما يحتفل الناس بميلاد الشهود
عازف الجيتار يأتي
عاريا، أو بثياب داخليّه
عازف الجيتار يأتي
وأنا كدت أراه
وأشمّ الدم في أوتاره
وأنا كدت أراه
سائرا في كل شارع
كدت أن أسمعه
صارخا ملءالزوابع
حدّقوا
تلك رجل خشبّيه
واسمعوا
تلك موسيقى اللحوم البشريّه

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
محمود درويش

محمود درويش

الجليل / فلسطين
Close
Error Success