خريف درع Poem by محمد الماغوط

خريف درع

اشتقت لحقدي النهم القديم
وزفيري الذي يخرج من سويداء القلب
لشهيقي الذي يعود مع غبار الشارع وأطفاله ومشرّديه
في الشتاء لا أشرب أيّة زهور أو أعشاب برية في درجة الغليان
بل أنفثها بعيداً إلى ربيع القلب
واشتقت لذلك الحنين الفتيّ المشرّد وقد ضاقت به السبل
فيبكي كسيف عجز ولم يشهره أحد ولو للتنظيف منذ آخر معركة
أو استعراض
ولتلك الأيام التي كانت الموجة فيها تقترب من البحارة الأغراب
ملثمة كالبدوية المهدور دمها
ولو كان الأمر بيدي لقدمت وسام الأسرة
للصخور، والمشانق، والمقاصل، وساحات الرجم وسياط التعذيب
لاعتقادي بأنها من عائلة واحدة فرّقتها الأيام
والدموع الغريبة لا أصدّها
بل أفتح لها عينيّ على اتساعهما
لتأخذ المكان الذي تريد حتى الصباح
وبعد ذلك تمضي في حال سبيلها
فربما كانت لشاعر آخر

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success