خليفة العصر ورعيته Poem by محمد الماغوط

خليفة العصر ورعيته



والعالم يدخل الألفية الثالثة عصر النور والتنوير أعلن للعالم
:أجمع وعلى مسامعكم بالذات
إنني ضد العلم والمعرفة والأدب والفن والنور والتنوير
وإنني مزور محتال دولي ومعدوم الذمة والرحمة والضمير
وحرضت الأبناء على الآباء والآباء على الأمهات والأمهات
على الأجداد
وحللت الزنى واللواط والشذوذ بكل أنواعه وأوضاعه حتى بين
الحيوانات والطيور
وشجعت الرشوة والفساد والتهريب والمتاجرة بالممنوعات وزراعة
وتصنيع المخدرات
ومضاعفة الضرائب والنهب والسلب والتنصت والتجسس
والفتن الطائفية والقتل على الهوية ورجم المحصنات وتكريم الفاجرات
وحرمت الديمقراطية والحياة البرلمانية وكرست الإرهاب
والتعيينات العشوائية وتزوير الانتخابات بنسبة 99 و 100
والديكتاتورية والأحكام العرفية والمقابر الجماعية والتعذيب الجسدي
والنفسي في كل زمان ومكان
وحرقت الحقول والبيادر والمؤسسات العامة والخاصة وطاردت
العمال والفلاحين والطلاب والمعلمين وباركت الإقطاع والسفلة
والأميين وغطيت الشوارع والساحات بالقتلى والجرحى والمغتصبات
وعرقلت المرور والنجدة والإسعاف والإطفاء
وسممت الآبار والأنهار والبحار والشواطئ ولونت الهواء
وحرقت الغابات وحفرت الحدائق والملاعب والمتنزهات
وأطلقت الفئران والجرذان والبوم والغربان في الشوارع والساحات
وساعدت على انتشار الأوبئة وتفشي الأمراض المعدية
والقاتلة كالإيدز والطاعون والسفلس والسرطان
وفتحت الطريق أمام المحطات الأرضية والفضائية للأفلام الهابطة
والأغاني الرخيصة والأخطاء اللغوية والجغرافية والتاريخية
وإنني أصوم في رجب وأفطر في رمضان
فما رأيكم دام عاركم يا كلاب يا أمعات يا زواحف يا حشرات
الرعية: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه بسيوفنا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success