مع سنابل القمح Poem by فدوى طوقان

أوت الى الحقل كطيف كئيب {#spc} يرسو بعينها أسى غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب {#spc} وقلق مستبهم ، خائر
غامضة ، في العمق أغوارها {#spc} فيض انفعالات وإحساس
صيّرها شذوذ أطوارها{#spc} غريبة في عالم الناس
تأملت في السنبل الوادع{#spc} يموج في الحقل زكيّا نماه
تكاد في سكونها الخاشع {#spc} تسمع في السنبل نبض الحياه
وفي رؤى خيالها الشارد{#spc} منجذباً بروعة السنبل
لاحت لعينيها يد الحاصد {#spc} يخفق فيها شبح المنجل
رأت رغيفا جبلته دموع{#spc} دموع مكدودين مستضفين
أنضاء حرمان وبؤس وجوع هانوا {#spc}على الرحمة والراحمين
رأته في كفّ غنيّ بخيل {#spc} سطت عليه يده الجانيه
الخبز في كيانه يستحيل{#spc} خلجات شح كزّةً قاسية
ومدّت الأفكار أظلالها{#spc} فلم تزل شاخصة في وجوم
من أبصر استغراقها خالها{#spc} مخبولة تهيم فوق الغيوم
كانت تناجي ما وراء الفضاء{#spc} قوى القضاء الغامض المبهم
من يمطر الرزق على ذي الثراء {#spc} ويمسك الرزق عن المعدم ؟
كم بائس ، كم جائع ، كم فقير{#spc} يكدح لا يجني سوى بؤسه
ومترف يلهو بدنيا الفجور{#spc} قد حصر الحياة في كأسه
أرحمه الله بعليا سماء {#spc}تقول أن يكتظّ جوف الثري ؟
ويحرم المعوز قوت الحياة {#spc}في عيشه المضطرب الأعسر
أليس في قدرته القادره {#spc} أن يمسح البؤس ويمحو الشقاء
أليس في قوّته القاهره {#spc} أن يغمر الأرض بعدل السماء
وراعها صوت عميق مثير {#spc} جلجل فيها مثل صوت القدر
لم تحبس السماء رزق الفقير{#spc} لكنه في الأرض ظلم البشر
وأطرقت ، نهباً لشك مريب{#spc} يملؤها منه أسىً غامر
في روحها اللهفى اضطراب غريب {#spc} وقلق مستبهم ، حائر