دعونا نبتدر ورد الحمام Poem by أحمد محرم

دعونا نبتدر ورد الحمام {#spc}ليطفئ برده حر الأوام
دعونا إن للأوطان حقاً {#spc} تضيع دونه مهج الكرام
أنخذلها ونحن لها حماة ٌ {#spc} فمن عنها يناضل أو يحامي
أنسلمها إلى الأعداء طوعاً {#spc} فتلك سجية القوم الطغام
أيبغي الإنكليز لها استلاباً {#spc} ولما تختضب بدمٍ سجام
ويمش أخو الوغى منا ومنهم {#spc} على جثثٍ مطرحة ٍ وهام
أنتركها بأيدي القوم نهباً {#spc} وفي هذي الكنانة سهم رام
لقد ظن العداة بنا ظنوناً {#spc} كواذب مثل أحلام النيام
رأونا دونهم عدداً فنادوا {#spc} علينا بالنزال وبالصدام
وزجوها فوارس ضاق عنها {#spc} فضاء الأرض أعينها دوام
لقيناهم بآسادٍ جياع {#spc} ترى لحم العدى أشهى طعام
لعمر أبيك ما ضعفت قوانا {#spc} فنجنح صاغرين إلى السلام
معاذ الله من خورٍ وضعفٍ {#spc} ومن عابٍ نقارفه وذام
ولا والله نرضى الخسف ديناً {#spc} كدأب المستذل المستضام
إذا حكم العدى جنفاً علينا {#spc} فأعدل منهم حكم الحسام
هبونا كالذي زعموا ضعافاً {#spc} أيأبى نصرنا رب الأنام
أيخذلنا ونحن له نصلي{#spc} جميعاً من قعودٍ أو قيام
فلا يأسٌ إذا ما الحرب طالت {#spc} من النصر المرجى في الختام
ولسنا نترك الهيجاء يوماً {#spc} بلا نارٍ تشب ولا ضرام
فإما العيش في ظل المعالي {#spc} وإما الموت في ظل القتام
هي الأوطان إن ضاعت رضينا {#spc} من الآمال بالموت الزؤام
فهل جاء البوير حديث قومي {#spc} وما قومي بشيءٍ في الخصام
لنعم القوم ما أوفوا بعهدٍ {#spc} لأوطانٍ شقين ولا ذمام
ولا اعتصموا بحبل الجد يوماً {#spc} ولا لاذوا بأكناف الوئام
فوا أسفي على وطن كريمٍ{#spc} غدا ما بيننا غرض السهام
ونحن على توجعه سكوتٌ {#spc} كأنا بعض سكان الرجام
رعى الله البوير بحيث كانوا {#spc} وجاد ديارهم صوب الغمام