نعم أذكْرتني حين هبّت صبا نجدِ Poem by حفني ناصف

نعم أذكْرتني حين هبّت صبا نجدِ

نعم أذكْرتني حين هبّت صبا نجدِ {#spc} بسالفِ عيش مرَّ أحلى من الشهدِ
فياليتَ شعري كيف حال مهاتِهِ {#spc} ويا ليتَ شعري هل تغيّر من بَعدي
ويا ليت شعري هل يعود زمانهُ {#spc} ويرتاحُ قلب الصبِ من لوعةِ البُعدِ
سقى اللهُ حياً إن حللت بقاعِهِ {#spc} حللتَ وأيم الله في جنةِ الخلدِ
أليس به الحور الحسانُ كما بها {#spc} وفي ثغرهن الكوثر العذبِ ذو البردِ
وقاماتها الأغصانُ والعينُ نرجسٌ {#spc} وفي صدرها الرمان والورد في الخد
وحلْيتها الأثمارُ والخمر ريقها {#spc} وأنفاسها كالطيبِ والمسكِ والندِ
فما الحورُ إلاّ هن لولا نفارها {#spc} وما الخلدُ إلاّ هن لولا لظى الصدِ
يملن إلى الهجرانِ والبعدِ والنوى {#spc} ولا الميل إلاّ عادة الأغصُنِ الملدِ
ويجرحن قلبي بالظبا وهي أعين {#spc} ويقتلنَ بالمرّانِ وهي من القدِ
وقيّدن أحشائي وارسلنَ أدمعي {#spc} وأشعلنَ في قلبي لظى الشوقِ والوجدِ
فيا قلبُ ما هذا التذلل في الهوى {#spc} وكيفَ بِهونِ الحبِ ترضى وبالكدِ
وحتامَ تمسي في سعادٍ متيماً {#spc} وتصبح مشغولاً بليلى وفي هندِ
فلا تُذهبنَّ العمرَ من غير طائلٍ {#spc} ولا تشغلنَ الفكر في غير ما يجدي
ولا ترخِصنَّ الشعرَ لهواً ولا تُضع {#spc} نفيسَ القوافي في سُليَمى وفي دعدِ
ودونكَ مولانا فقل فيه ما تشا {#spc} ثناءً فهذا موضعُ المدحِ والحمد
ولُذْ بحِماهُ وانتبذ عنكَ غيرهُ {#spc} ولا ترْجُ من عمرو فتيلاً ولا زيدِ
أضاءت طباقُ الأرضِ من نورِ عدلهِ {#spc} وليس عجيباً إذ هو السيد المهدي
إمام أولى الإسلام شرقاً ومغرباً {#spc} وقدوةَ أهلِ العلمِ والحلمِ والرشدِ
تباهت به الأيامُ وابتهجت بهِ {#spc} وأضحت لآياتِ التهاني به تبدي
إذا زلّت الأقدامُ في يومِ شدةٍ {#spc} رأيتُ هماماً ثابت الجأشِ كالطودِ
وإصلاح أمر المسلمينَ اهتمامهُ {#spc} وأكثرُ همّ الناس في غادةِ خَوْدِ
يحل عقودَ المشكلاتِ بعزمهِ {#spc} ومَن غيرهُ يُختارُ للحلّ والعقدِ
سأشغل فكري ما حييتُ بمدحهِ {#spc} وإني إذا ما متُّ أمدح في لحدي
وهيهاتَ أحصي عشرَ معشار وصفهِ {#spc} فأوصافه واللهِ جلّت عن العدِّ
يقولُ لي الإخوان أمَّ رحابهُ {#spc} فكم أمَهّ عانِ وأصبح في جَدِ
فيا ملجأ القصاد يا كعبة الندى {#spc} ويا معدن الإسعادُ يا منبعَ الرفدِ
ومن كم عن العاني يفرّج شدة {#spc} إذا قال يوم الروع يا أزمة اشتدي
لقد تمّ لي في الأزهر الآن عشرة {#spc} أزوال فيه العلم في غاية الجِدِ
ولكن طلابَ الرزقِ عنه يصدني {#spc} ولا جائزاً أن يلتقي الضد بالضدِ
وغالب أمثالي عن العلم أعرضوا {#spc} وقالوا رأينا السعد خيراً من السعدِ
وكم قد دعوني نحوهم فأجبتهم {#spc} دعوني فبابُ الرزقِ ليس بمنسدِّ
أأخشى صروف الدهر في عصرٍ ذي الندى {#spc} وكيف أخاف الجورَ في زمن المهدي
فلا زال للأيامِ عقداً يجيدها {#spc} وليس يرى في الحلْي أبهى من العقدِ
وهذي عروس الفكر لكن صداقها {#spc} قبولٌ وهذا غاية السؤلِ والقصدِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success