دع في الغرام مقالة السُّفَهاءِ Poem by حفني ناصف

دع في الغرام مقالة السُّفَهاءِ

دع في الغرام مقالة السُّفَهاءِ {#spc} واخلع عذاركَ في هوى العذراءِ
واجسر على اللذات وانتهز الصبا {#spc} يا صاح وامتطِ صهوة الأهواءِ
واحرص على زمن السرورِ فإنهُ {#spc} ربَما يفوت وأنتَ في اغفاءِ
أعضِ الشبابَ نصيبهُ حيث الزما {#spc} ن مطاوعُ واعكف على الصهباءِ
مِن كف غانية إذا ما أسفرت {#spc} أخفت بطلعتها إيَاةُ ذُكاءِ
وإذا رنت قتلت وإن هي كلمت {#spc} ميتاً غدا من جملةِ الأحياءِ
وإذا انثنت يا خجلة الغصن الرطي {#spc} بِ ويا شقاء الصعدةِ السمراءِ
هيفاء نجلاء العيون ولا أرى {#spc} إلاّ العيونَ النجل للهيفاءِ
إن العيون النجل أصل بليّتي {#spc} ومنِيتي وصبابتي وعنائي
هن اللواتي في الهوى أوقعْنَني {#spc} وشبَبْنَ في قلبي لظى بُرَحائي
عشق العيون الضيقاتِ محرم {#spc} عندي وهذا مذهب العقلاءِ
لله يوم أنعمت بوصالها {#spc} فيه على أرض من الرقباءِ
ظلت تعاطيني كؤوس مدامة {#spc} ممزوجة في روضةِ غناءِ
ضحكتَ وقد بكت السحائب فوقها {#spc} فعجبت من ضحكِ لها ببكاءِ
والطيرُ كالعيدانِ فوق منابر ال {#spc} عيدان تطربنا بحسن غناءِ
فتكاملت لي كل أنواعِ المنى {#spc} وطفقت أرفلُ في ثيابِ صفاءِ
وأخذتُ أرشف من رحيقِ رضابها {#spc} وألفها معْ عفة بكسائي
منطقتها بيدي وقد وسّدتها {#spc} عضدي ونلتَ من الزمانِ منائي
قضّيتَ بالتعنيقِ ساعاتي وكن {#spc} تَ من التُقى بمكانةَ علياءِ
ما عشتْ في الدنيا فشبيبي لها {#spc} ولسيدي عبد المجيدِ ثنائي
الكامل الورع الأجل المرتقي {#spc} درج المكارم أوحدِ الفضلاءِ
ذو رقّة تحيي النفوسَ كأنها {#spc} أرجِ النسيم سَرى من الزوراءِ
متوشح بالفضلِ معتقلٌ بهِ {#spc} متدرع درعَىْ تقيً وسخاءِ
والحلم شيمتهُ فليس يقابل ال {#spc} جاني بغير الصفح والإغضاءِ
كرم الطباعِ صفاتهُ وسماته {#spc} إذ ليس يخشى سطوةَ الأعداءِ
علماً بأن الدهر كفّل نفسهُ {#spc} ردَّ العدا بمذلةِ وشقاءِ
تخِذ السماحةَ والمروءةَ ديدناً {#spc} كتواصل الآلاءِ بالآلاءِ
كم في دروسِ العلم أوضح مشكلا {#spc} ولكَم جلاَ من نكتةَ غراءِ
كم فك منه طلاسماً يا طالما {#spc} قد أغلقت عن فكرة النظراءِ
مزجت مسائلهِ به وكأنهُ {#spc} عند السؤالِ معدُّها بإناءِ
لم يلْفَ يوماً في الجوابِ مقصراً {#spc} وبيانهُ لما يُشَبْ بخفاءِ
يا أوحد العلماء بل يا أمجد ال {#spc} نبلاءِ بل يا أسعد السعداءِ
عذراً فما أخرت مدحك ناسياً {#spc} بل إنما الأمداح للأكفاءِ
أنَّي يقومَ بحقِ مدحكَ شاعر {#spc} ما لامتداح علاكَ والشعراءِ
فعُلاكَ بحرٌ زاخرَ لا تبلغ ال {#spc} معشارَ منهُ ألسنُ البلغاءِ
وإلى جنابكَ بنت فكرس أقبلت {#spc} بحليّها تمشي على استحياءِ
صِيغت لأكمل كامل من كاملِ {#spc} لا زلتَ دهركَ في سناً وسناءِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success