يا حادي العمر Poem by عبد العزيز فهمي

يـا حـاديَ العـمـر أبعـدتَ الــــمدى فَمَتَى {#spc} تُلقـي عصـاك وتُعفـيـنـي مــــــــن الكَبَدِ
تسعٌ وسبعـون مـــــــــــــــيلاديةً غبرتْ {#spc} قضـيـتُهـا بشقـــــــــــاء الروح والجسد
إن سـامـنــــــــي الطبع إخلادًا إلى دَعَةٍ {#spc} صـالـت عـلـيّ الأمـانـي صــــــولةَ الأسد
فـي زأرةٍ رخـوة النَّبْرات تحسبـهـــــــــا {#spc} حنـيـنَ ولْهـانةٍ تعطــــــــــــو إلى ولَد
لكـنّ هـذي الأمـانـي كلهـــــــــــا كذبٌ {#spc} ووصْلُهـا مـا شفى فـي الـدهـر مـــــن أحد
تبعتُهـا وأنـا الـمغرور أنشدهــــــــــا {#spc} آنًا كـمـيّاً وآنًا خـــــــــــــالع الزَّرد
فهل تظن كفـاحـي صـابـهـــــــــــا فهَوَتْ {#spc} حَسْرَى وأوقعَهـا الـمقـدور تحت يـــــــدي؟
كلا وعـيشِكَ مـــــــــــــــا حصّلْتُ مأربةً {#spc} مـنهــــــــــــا ولا طرفًا تَهدا له كبِدي
وكـيف تسكـن نفسـي والـمــــــــــنى دَرَجٌ {#spc} مسلسلاتٌ بـــــــــــــــلا حصرٍ ولا أمد؟
رقـيـتُ وثْبًا لأولاهـا يـدارجنــــــــــي {#spc} زهْوُ الشبـاب الطمـوح الشـامخ الأبــــــد
فـمـا حـللـتُ بـهـا إلا وحـاوطنــــــــي {#spc} فـيـهـا ظِئارٌ وأفراخٌ بـلا عـــــــــــدد
كأنهـا مَرقبٌ فـي ذيل مأكــــــــــــــمةٍ {#spc} قُطّانه ديـدبـانـاتٌ عــــــــــــلى الرصد
وكلهـم شـاخـص العـيـنـيـن مـــــــن جشعٍ {#spc} خـاوي الـمـصـير غريب الـوجه والـبـلـــد
يبـغـي الغِذا والكِسـا والكُنَّ مـلـــــتهفًا {#spc} ويشـتكـي شدَّة الـبأسـاء والكــــــــــمد
فقـلـت للقـلـب تحنـيــــــــــنًا وتذكرةً {#spc} مـن لـم يســــــــارع إلى سدّ الثغور رَدِي
فـي كل شـرعٍ زكـاةُ الـمـال قــــــد وردت {#spc} وهل تظن زكـاةَ النفس لـم تــــــــــــرد
النفسُ أكرم مخلـوقٍ فرتبتهــــــــــــــا {#spc} في الطهـر تأتـي أمـام الـمـال فـي السـرد
هـذي شخـوصٌ تَحدّى الـبؤسُ طـاقتهـــــــــم {#spc} فهدّهـم فهـمُ مـوتى بـلا لـــــــــــــحد
ما الـمـالُ مـا الـدم مـا الأعصـاب مُغنـيةٌ {#spc} عـنـي إذا تُركـوا مـن غـير مـلـــــــتحد
بذلـت وفري ومـجهـودي لأنقذهـــــــــــم {#spc} وقـلـت هـذا لـيـوم العـرض مستـــــــندي
حتى إذا أُبتُ مـن سَدّي لـحـاجتهــــــــــم {#spc} بعـد العـنـاء وبعـد الأيـــــــن والسَّهد
وقـلـت: كـيف رضـاكـم؟ قـال كلهــــــــمُ {#spc} قُمِ انصرفْ راشدًا أو غـــــــــــيرَ ذي رشد