يا صاح مالك لا ترد Poem by نسيب عريضة

يا صاح مالك لا ترد

يا صاحِ ما لكَ لا ترُدُّ {#spc}أصَدَدتَ أم أعياكَ بُعدُ
نفسي الأسيرةُ في الحضيض {#spc} اليك أيديَها تَمُدُّ
هلا أجَبتَ أليسَ ما {#spc} بيني وبينَك صاحِ عَهدُ
أم أنتَ في كونٍ سَحيق {#spc} لا صدىً منه يُرَدُّ
أم قصَّرت نفسي ودون {#spc} مداكِ أبعادٌ وجُهدُ
هَب أنَّهُ حالت بموتِكَ {#spc} دوننا حُجُبٌ وسُدُّ
أفتَعجِزُ الأرواحُ عن {#spc}خَرقِ الحَواجزِ لو تَوَدُّ
يا صاحِ ليلي طالَ {#spc}والظُلُماتُ فيه لا تُحَدُّ
ليلُ الأسى ما مِن عسى {#spc} فيه ولا قبلٌ وبعدُ
أفلا بَصِيصٌ أو صدىً {#spc} أو آيةٌ في الليلِ تَبدو
تلقى بها نفسي الجَوابَ {#spc} ومن رجائِك تَستمِدُّ
أولا تعلِّلُني بوعدٍ {#spc}باللِقاء فأستعِدُ
وتصونُ إيماني فقد {#spc} أودى به شكّ وجحدُ
هلا أجبتَ وقلتَ إني {#spc} سامعٌ فأعودَ أشدو
وأقولَ ليسَ أخي فقيدي {#spc} بل رفيقي حيثُ أغدو
ويَبِينُ لي فجرُ الرجاء{#spc} ونُورُه أملٌ ووعدُ
يا صاحِ يا ابنَ أبي وأمي {#spc} ما كوجدي اليومَ وَجدُ
روحٌ تخاطِبُ شَطرَها {#spc} والشَّطرُ يُعرِضُ لا يَرُدُّ
ورِتاجُ صَرحِ الموتِ دونهما {#spc}وسورٌ لا يُهَدُّ
أفتخرَسُ الأرواحُ إذ {#spc}تنأى وتنسى مَن تَوَدُّ
أم تضمَحِلُّ فما لها {#spc}عَودٌ ولا أملٌ وخُلدُ
نفسي على بحرِ الأسى {#spc} ينتابُها جَزرٌ ومَدُّ
فالقلبُ يَدفَعُها إلى {#spc} حيثُ الهلاكَ لها مُعَدُّ
فَتُطِيعُ ذاهلةً وحادي{#spc} عيسها لليأسِ يَحدو
تُصغي إلى الأمواجِ تَلطِمُ {#spc} طَوفَها لطماً يَهُدُّ
وشِراعُها أمَلٌ تمزَّقَ {#spc} والرِياحُ عليه تَعدو
والعقلُ يَقذِفُها إلى {#spc} شَطِّ السُّلوَّ ولا تَوَدُّ
تأبى سوى الذِكرى وفي {#spc}وفي الذكرى لها ألَمٌ وسُهدُ
آهاً من الذِكرى ففي {#spc} أكوابها سُمّ وشَهدُ
يا صاحِ يا ابن أبي وأمي {#spc} أين كنتَ وأين تغدو
أكذا مصِيرُكَ للضَريحِ ولا {#spc}اعتراضٌ منكَ يبدو
أكذا النهاية يا لَعُقبى{#spc} ما لها في الخَلقِ بُدُّ
جسمٌ تضيقُ بهمِّهِ{#spc} الدُنيا على نعشٍ يُمَدُّ
أين المطامحُ والعواطفُ {#spc} والأماني وهي حُشدُ
والفكرُ خَلَّاقُ الغرائبِ {#spc} هل له في اللحدِ حَدُّ
وبناتُ صدرِك هل لها{#spc} تحت الثرى خِدرٌ ومهدُ
هيهات ما ضمَّ الضريحُ {#spc}سوى قليلٍ لا يُعَدُّ
يَطوِ جوهرَكَ الثَرى{#spc} فالروحُ لا يَطوِه لَحدُ
قد ضمَّ قبرُكَ ما يُحَدُّ {#spc} وإن نفسكَ لا تُحَدُّ
أرجَعتَ عاريةَ الثرى{#spc}وخلعتَ ثوباً لا يُجَدُّ
وكسَرتَ قَيدكَ ظافراً {#spc}ما أنتَ بعد اليوم عَبدُ
وسَموتَ نحو مطالِعِ الأنوارِ {#spc} حيثُ الصُبحُ يبدو
فإلى اللقاء أخي فإني {#spc} سوف أغدو حيثُ تغدو
جارَيتني فسبقتني {#spc} ان السبوق هو الأشدُّ
ما العيشُ آمالٌ وأموالٌ {#spc} ولذاتٌ ورَغدُ
العيشُ أرواحٌ تُعذَّبُ ثمَّ {#spc}أرماسٌ تُخَدُّ
ليست تُعيدُ لنا الصَدى {#spc} وعلى التحيَّةِ لا تَرُدُّ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success