أرى الدهر خوانا يعادي الجوائبا Poem by أحمد فارس الشدياق

أرى الدهر خوانا يعادي الجوائبا{#spc} وينصب لي فيها الصديق محاربا
لقد كان ذا عقم فلما بدت له{#spc} نتائجها الغراء ولي مغاضبا
وقد كان يرجو وهو ذو خرف{#spc} بان اعلله منها بداح مداعبا
فلما رآها انها الجدّ نفسه {#spc} اذا هو قد اضرى عليها المشاغبا
وما تلك اولى فعلة سآني بها {#spc}ولا تلك اولى ما تحملت شاحبا
ايحبسني من اجل اني صادح {#spc} ويحيط سعيي ان رآني دائبا
ايحسبني اني اذل لعزه {#spc} عليّ وامسى من رزاياه هائبا
ولي قلم ان لم يكن في جوائب {#spc} يكن في سواها حيثما كنت جائبا
يمنعني الجدران والنبت والحصى {#spc} اكثبها جندا عليه كتائبا
الا ليت شعري كم اعاني نوائبا {#spc} ويحمل منها منكباي نواكبا
اضام ومالي ناصى اتقى به{#spc} رواسب دهر تستفز الرواسبا
اذا رمت امرا حال بيني وبينه {#spc} واصبح لي فيه خصيما مراقبا
فلا هو يأتيد بغبري ولا يرى {#spc} سراحي واني منه اقضى المآربا
اقام عليّ اليوم عينا رقيبة {#spc} واقعد كل الليل عندي حاجبا
وهل انا الا بين يوم وليلة {#spc}فاني اذا فاتا اطول المطالبا
افي كل سعي لاح لي منه مطمع {#spc} اجازى بحرمان فارجع خائبا
نخلت لاهل العصر نصحي وطيتي {#spc} فلحت عيانا منه في الحال شائبا
وما كنت احجو انهم يجهلونه {#spc} وينسيهم منه الدهاء التجاربا
اان صم عني معشر شمل العمى {#spc} معاشر حتى لا يرون المخاطبا
اذا لم يجد حر خدينا مصافيا {#spc} فاحرى له ان لا يخادن صاحبا
ومن لم يجد من بين اهل له اخا {#spc} فاولى له ان لا يؤاخى الاجانبا
ومن كان لم يحفظ له العهد حاضر{#spc} فلا يطلبنه عند من كان غائبا
ومن طلب البرهان منه على الضحى {#spc} فاجدر به ان لا يجيب المطالبا
ومن عد سهلا أن يكذب صادقا {#spc}تعود جهلا ان يصدق كاذبا
ومن زيف النقد الصحيح فانه {#spc}يجاد الى زيف فيأتيه لائبا
أعوذ برب الناس من شر حاسد {#spc} يرى كل ما تحوى العياب معايبا
يرعى كل عيب دون عيب بنفسه {#spc} وان كان منه قد تردى جلاببا
اتاني كلام ا لناس ما بين حاسد {#spc} وآخر خلاق عليّ شوائبا
وما دريا اني امرؤ لا تضيره {#spc} ضواري كلام لو لغيري لاسبا
إذا كان دهري مولعا باساءتي {#spc} فذلك شان لا يشين المناقبا
وإن كان سعيي في الجوائب خاسرا {#spc} فإني لذخر الفخر أصبحت كاسبا