نحن من أرضنا على مُنطاد Poem by معروف الرصافي

نحن من أرضنا على مُنطاد

نحن من أرضنا على مُنطاد {#spc} جائل في شواسع الأبعادِ
طائرٍ في الفضاءِ عرضاً وطولاً {#spc} بجناحٍ من القوى غير باد
ايها الارض سرتِ سيرك مثنى{#spc} ذا نتاجين في زمان أُحاد
فتقلّبت في نهار وليل {#spc} ذا مضلٌ وذاك للناس هاد
في بلادٍ يكون سيرك تأْويـ {#spc} ـباً على أنه سُرى في بلاد
فيك دفع وفيك يا أرض جذب {#spc} لك ذا سائق وذا لكِ حادي؟
فلك دائر على الشمس طوراً {#spc} في اقتراب وتارة في ابتعاد
ليت شعري وما حصلت من الآ {#spc}راء إلا على خلاف السداد
لبقاء تُقلنا الأرض في تسـ {#spc} ـيارها أم تقلنا لنفاد
نحن في عالم تقصف فيه {#spc} عارض النائبات بالرعاد
شأننا العجز فيه نوجد أني {#spc} قذفتنا يد الخطوب الشداد
ضاع جَذر الحياة عنا فخِلنا{#spc} انها كالأصمّ في الاعداد
شغلتنا الدنيا بلهو ولَعب {#spc} فغفلنا والموت بالمرصاد
ضل من رام راحة في حياة {#spc} نحن منها في معرك وجلاد
إنما هذه الحياة جروح {#spc} اثخنتنا والموت مثل الضماد
كلّ اسرٍ يهون ان أُطلقت أَر{#spc} واحنا الموثقات بالأجساد
لا تلمني اذا جزعت فاني {#spc} ما ملكت الخيار في ايجادي
واللبيب الذي تعلم إتيا {#spc} مثلما طال مطلها بمرادي
كدّرت عيشيَ الحوادث حتى {#spc} لا أرى الصفو غير وقت الرقاد
صاح ما دلّ في الامور على الأشـ {#spc} ـكال إلا تفحص الأضداد
فاعتبر بالسفيه تمس حليماً {#spc} وتعرّف بالغي طرْق الرشاد
ايها الغرّ لا تغرّك دنيا {#spc}ك بكون مصيره لفساد
خف من غاص في الغرور كما في {#spc} لجة الماء خف ثِقل الجماد
يا خليلي والخليل المُواسى {#spc} منكما من يقوم في اسعادي
خاب قوم أنوا وغى العيش عُزلا {#spc} من سلاحي تعاون واتحاد
قد جفتنا الدنيا فهلا اعتصمنا{#spc} من جفاء الدنيا بحبل وِداد
لو عقلنا لما اختشى قطّ محسو {#spc} دون وقع الأذاة من حساد
فمتاع الحياة احفر من ان {#spc} يستفزّ القلوب بالأحقاد
أنا والله لا أريد بأن أو {#spc} قِع شرًّا ولو على من يعادي
إن لي إن سمعت أنَة محزو {#spc} نٍ أنيناً مُرَجعاً في فؤادي
من نفسي عن همها ذات شغلٍ {#spc} بهموم العباد كلِّ العباد
لا أحب النسيم إلا إذا هب{#spc} على كل حاضر أو باد
ايها الناس ان ذا العصر عصر الـ {#spc}ـعلم والجد في العلى والجهاد
عصر حكم البخار والكهربائيـ {#spc}ـية 'والماكينات' والمنطاد
بُنيت فيه للعلوم المباني {#spc} وأقيمت للبحث فيها النوادي
فاض فيض العلوم بالرغم ممن {#spc} ضربوا دونهن بالأسداد
إن للعلم في الممالك سيراً {#spc} مثل سير الضياءِ في الأبعاد
اطلع الغرب شمسه فحبا الشر {#spc} ق اقتباساً من نورها الوقاد
ما استفاد الفتى وان ملك الار {#spc} ضَ بأعلى من علمه المستفاد
لا تُسابق في حَلبة العزّ ذا العلـ {#spc} ـم فما للهجين شأْوُ الجواد
إن أموات أمة العلم أحيا {#spc} ءٌ حياة الأرواح والأجساد
ساكناً والضمير منِّي ينادي {#spc} صار بالعلم كعبة القصار
ربَّ يوم وردت دجلة فيه {#spc} مورداً خالياً عن الورّاد
حيث ينصبّ في سكوتٍ عميق {#spc}ماؤها لاثماً ضفاف الوادي
وهبوب النسيم يكتب في الما {#spc}ءِ سطوراً مُهتزَّة ً في اطراد
يَمَّحى بعضها ويظهر بعضٌ {#spc} فهي تنسب بين خاف وباد
وتئنّ المياه لي بخرير {#spc} كأنين السقيم للعوَّاد
واقفاً تحت سرحة ٍ ناح غريزيـ {#spc} ـاً حزيناً كأنه انشادي
جاويتهُ افنانها بأنين {#spc} من حفيف الأوراق والأعواد
ايها الطائر المرجع فوق الـ {#spc} طائر فوق غصنها الميَّاد
بين ماءٍ جارٍ ولحن شجيّ {#spc} منك يا طائرُ استطار فؤادي
يا مياهاً جرت بدجلة تجتا {#spc} رز مروراً بجانبي بغداد
ان نفسي الى الحقيقة عطشى {#spc} افتشفين غلة من صاد
كنت تجرين والرُّصافة والكر {#spc} خ خلاء من رائح أو غاد
أيها الماءُ أين تجري ضَياعاً {#spc} وحواليك قاحلات البوادي
فمتى تفطن النفوس فيحيا{#spc} بك سقياً موات هذي البلاد
لو زرعنا خليج فارس ما ذا {#spc} فمه معك بالع بازدراد
انت والله عسجد ولجين {#spc} لو أتينا الأمور باستعداد
فاجر يا ماءُ إن جريت رويداً {#spc} باناة ٍ ومهلة ٍ واتآد
علَّنا نستفيق من رقدة الفقـ {#spc} ـر فنغنى بفيضك المزداد
سلكتك السما ينابيعَ في الأر {#spc} ض امدّتك ايما امداد
فتفجَّرتَ في السفوح عيوناً {#spc} نبعت من مخازن الاطواد
وذا ما انتهيت في جريان {#spc} عُدت للبدءِ في مُتون الغوادي
هكذا دار دائر الكون من حيـ {#spc} ـث انتهى عاد راجعاً للمبادي

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success