أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا Poem by معروف الرصافي

أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا

أجَدَّكِ يا كواكب لا ترينا {#spc} بياناً منك يُخبِرُنا اليقينا
كأن العالم العُلْوِيَّ سِفرُ {#spc} نطالعه ولسنا مفصحينا
نحاول منه إعراب المعاني {#spc} بتأْويل فنرجع مُعْجمِينا
كواكب في المجرة عائمات {#spc} حكت في بحر فسحتها السفينا
سرت زهر النجوم وما دراها {#spc} فلاسفة مضت ومنجمونا
شموس في السماءِ علت وجلّت {#spc} فظنوا في حقيقتها الظنونا
سوابح في الفضاءِ لها شؤُون {#spc} ولما يعلموا تلك الشؤونا
وما ارتجفت بجنح الليل إلاَّ {#spc} لتضحك فيه مما يزعمونا
لعل لها بهذا الجو شأناً {#spc} سِوَى ما نحن فيه مرجمونا
تلوح على الدجى متلألئات {#spc} فتبهج في تلألوءِها العيونا
وأني يدرك الرائي مداها {#spc} وان ألفقى لها نظراً شفونا
تودّ الغانيات اذا رأتها {#spc} لو انتظمت لها عِقْداً ثميناً
تقلدّه على اللبات منها {#spc} وتطرح الدمالج والبرينا
ألكنى يا ضياءُ إلى الدراري {#spc}رسالة مُسهِرِ فيها الجفونا
لعلك راجع منها جواباً {#spc}يزيل عماية المتحيرينا
فقل انى تحّير فيك فكري {#spc} كذاك تحير المتفكرونا
فيا أم النجوم وأنتِ أمُّ {#spc}أيولد فيك كالأرض البنونا
وهل فيك الحياة لها وجود{#spc} فيمكن للردى بك أن يكونا
وهل بكِ مثل هذه الارض ارض {#spc} وفيها مثلنا متخالفونا
وهل هم مثلنا خُلقاً وَخَلقاً {#spc} هناك فيأكلون ويشربونا
وهل هم في الديانة من خلاف {#spc} نصارى أو يهود ومسلمونا
وهل طابت حياة بنيكِ عيشاً {#spc} ففوق الارض نحن معذبونا
وهل حُسِبت بك الأيام حتى {#spc} تألّف من تعاقبها اتلسنونا
وهل بالموت نحن إذا خرجنا {#spc} عن الأجساد نحوك مرتقونا
فتبقى عندك الارواح اذاً واجب {#spc} بها إن كان سُلْمك المنونا
فاحبب بالمنون يا دراري {#spc} فنحن نخالة بعداً شَطونا
قد اتسع الفضاءُ لك اتساعاً {#spc} فهل أبعاده بك ينتهينا
وصغرك ابتعادك فيه حتى {#spc} اليك استشرف المتشوفونا
فهل كان ابتعادك من دلالٍ {#spc}علينا أم بعدت لتخدعينا
خوالد في فضاءك أنت؟ أم قد {#spc} يحل بك الفناءُ فتذهبينا
وقالوا ما لعدتك انتهاءٌ {#spc} فهل صدقوا أو ارتكبوا المجونا
وقالوا الأرض بنتك غيرَ مَيْن {#spc} فهل أبناءُ بنتك يصدقونا
وقالوا إن والدك المفدّى {#spc} أثيرٌ في الفضاءِ أَبى السكونا
ترصَّدك الانام وما اتانا {#spc} بعلم كيانك المترصدونا
فهرشل ما شفى منا غليلا {#spc} ولا غاليلُ أنبأنا اليقينا
وكبلرقد هدى أو كاد لما {#spc} أبانك يا نجوم تجاذبينا
الى كم نحن نلبس فيك لبساً {#spc} ومن جراك ندَّرع الظنونا
لعل النجم في احدى الليالي {#spc} سيبعث للورى نوراً مبيناً
تقوم له الهواتف قائلات {#spc} خذوا عني النهى ودعوا الجنونا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success