لاَ الدَّمعُ غاضَ وَلا فُؤادُكَ سَالى Poem by علي الجارم

لاَ الدَّمعُ غاضَ وَلا فُؤادُكَ سَالى

لاَ الدَّمعُ غاضَ وَلا فُؤادُكَ سَالى {#spc}دَخَلَ الْحِمَامُ عَرِينة َ الرِّئْبالِ
وَأَصابَ في المَيْدانِ فارسَ أُمَّة ٍ{#spc} رَفَع الكِنَانة َ بَعْدَ طُولِ نِضَال
رَشَقَتْه أحْداثُ الْخطوبِ فأقْصَدَتْ {#spc}حَرْبُ الخُطُوبِ الدُّهْمِ غَيرُ سِجَال
لِلْمَوْتِ أَسْلِحَة ٌ يَطِيحُ أَمَامَها {#spc} حَوْلُ الَجْرِيء وَحِيلَة ُ المُحْتَال
ماكَانَ سَعْدٌ آية في جِيلِه {#spc} سَعْدُ المُخَلَّدُ آية ُ الأَجْيَال
تَفْنَى أَحادِيثُ الرِّجالِ وَذِكْرُهُ {#spc} سَيظَلُ في الدُّنْيا حَدِيثَ رِجَالِ
سَارٍ كمِصْبَاحِ السَّمَاءِ يَحُثُّه {#spc} كرُّ الضُّحَى وتَعاقُبُ الآصال
أرأيْتَ مصرَ تهُبُّ لاسْتقلالِها {#spc} والسَّيْفُ يَلْمَعُ فوقَ كلِّ قَذَالِ
والذُّعرُ يعصفُ بالقُلوب كَمَا جَرتْ {#spc} هُوجُ الرِّياحِ على كَثِيبِ رِمال
والأرضُ تَرْجُفُ والسَّماءُ مَرِيضَة ٌ{#spc} والنَفْسُ حَيْرَى والهُمُومُ تَوَالى
والناسُ في صَمْتِ المَنُونِ كأنّهُمْ {#spc} صُوَرٌ كَسَاها الحزْنُ ثَوْبَ خَبال
إنْ حَدَّثوكَ فَبِالْعيون لِيَتَّقوا {#spc} رَصَدَ العيون وشِرَّة َ المُغْتال
والموتُ يَخْطرُ في الْجمُوعِ وحَولَه{#spc} أَجْنادُه من أَنْصُلٍ وَعَوالى
ريّانَ من مُهَجِ الشَّبابِ كأنَّما {#spc} مُهَجُ الشَّبابِ سُلافَة ُ الْجِرْيَالِ
وجَنَانُ مِصْرَ عَلَى جَنَاحَى{#spc} ْ طَائرٍ مِمَّا أَلَحَّ عليه مِنْ أَهْوال
ترْنُو إلى أبنائِها بنَوَاظرٍ {#spc} غرِقتْ بماءِ شُؤُونها الهَطّال
وإذَا بصَوْتٍ هزَّ مصرَ زئيره {#spc} غضَبُ الُّليوثِ حماية ُ الأشْبَال
صوْتُ كَصُورِ الحشْرِ جَمَّع أمّة ً {#spc} مَنحلَّة َ الأطرافِ والأوْصال
فتطَلَّعتْ عَيْنُ وأصغَت بعدَها {#spc} أُذنٌ وهمت أَلْسُنٌ بسؤال
مَنْ ذلك الشَّعشَاعُ طال كأنَّه {#spc} صدرُ القَنَاة ِ وعامِلُ العَسّال
مَنْ ذلك النَّمِرُ الوَثُوبُ وذلك ال {#spc} أَسَدُ المُزَمْجِرُ ذُو النِّداءِ العالي
ومَنْ الذي اخْتَرقَ الصفوفَ كأَنّه{#spc} قَدَرُ الإلهِ يسيرُ غيرَ مُبالي
سْعدٌ وحسبكَ منْ ثَلاثة أحْرفٍ {#spc} مافي الْبَرِيّة ِ من نُهًى وكمالِ
كَتَب الكتائب حَوْل مِصرَ سِلاحُها {#spc} صبْرُ الكريمِ وهمَّة ُ الفَعّال
ومنَ السُّيوفِ إرادة ٌ مَصْقُولة ٌ{#spc} طُبِعَتْ ليوْمِ كريهة ٍ ونِزال
ومِنَ السَّوابِغ حِكْمة ٌ سَعْديَّة ٌ{#spc} تُزْرِي بوَقْعِ أسِنَّة ٍ ونِبَال
ومِن الحصونِ فؤادُ كلِّ مُصَابرٍ {#spc} جَهْمِ العَزيمة ِ ضاحكِ الآمال
فَمضَى إلى النَّصرِ الُمِبِين مُؤزَّرًا {#spc} والشَّعبُ يَهتفُ بِاسْمه ويُغَالي
وَهَدَى الشَّبَابَ إلَى الْحيَاة ِ فأَدْرَكُوا {#spc}مَعْنَى الْحيَاة ِ وَعِزَّ الاِسْتِقْلالِ
وَجَرَى يُغَبِّرُ لاَ العَسِيرُ بِخَاذِلٍ {#spc} أمَلاً ولا نَيْلُ السُّهَا بِمُحال
فكأَنّه سَيْفُ الْمُهَيْمِن خَالِدٌ {#spc} وكَأَنَّ دَعْوَتَهُ أذَانُ بِلاَل
مَارَاعَهُ نَفْيٌ وَلاَ لَعِبَتْ به {#spc} في حُبِّ مِصْرَ زَعَازِعُ الأَوجَال
وَيَرى الْحتُوفَ وَقَدْ مَلأْنَ طَرِيقَه {#spc}نَارَ الْحُبَاحِبِ أَوْ وَمِيضَ الآل
يزدَادُ في عَصْفِ الشَّدَائِدِ قُوَّة ً{#spc} وَيَجُولُ حِينَ يَضِيقُ كَلُّ مَجالِ
كَالشُّعْلَة ِ الْحَمْراءِ لَوْ نَكَّسْتَها {#spc} لأَضَفْتَ إشْعَالاً إلَى إِشْعَالِ
وَالسَّيْلُ إنْ أَحْكَمْتَ سَدَّ طَرِيقَه {#spc} دَكَّ الْحصُونَ فَعُدْنَ كَاْلأَطلاَلِ
وَالصَّارِمُ الفَصَّالُ لَمْ يَكُ حَدُّه {#spc} لَولاَ اللَّهِيبُ بِصَارِمٍ فَصَّال
خَصْمٌ شَرِيفٌ نَالَ مِنْ خُصَمَائِهِ {#spc} ما نَالَ مِنْ إِجْلاَلِ كُلِّ مُوالى ِ
عَرفُوهُ وَضَّاحَ السَّرِيرة ِ طَاهِراً {#spc} شَرُّ الْبَلاَءِ خُصُومَة ُ الأَنْذَالِ
إِنَّ الشَّجَاعَة َ أنْ تُنَاضِلَ مُصْحِرًا {#spc} لاَ أَنْ تَدِبَّ كَفَاتِكِ اْلأَصْلاَلِ
إنْ قَامَ يَخْطُبُ قُلْتَ حَيْدَرَة ُ اْنَبَرى {#spc} لِلْقَوْل فِي سَمْتٍ وَصِدْقِ مَقَالِ
إِعْجَازُ عَارِضَة ٍ وَنُورُ بَدِيهَة ٍ{#spc} وَبَدِيعُ تَنْسِيقٍ وَحُسْنُ صِقَالِ
يَختَارُ مِنْ آي الْكَلاَمِ جَوَاهِرًا {#spc} دُرَرُ الْبَلاَغَة ِ كَاسْمِهِنَّ غَوَالي
مَاعَقَّهُ حُرُّ الْبَيَانِ وَلاَ جَزَتْ{#spc} أُمُّ اللُّغاتِ وَفَاءَهُ بِمطَال
وَالسَّامِعُونَ كأَنَّمَا لَعِبَتْ بِهِمُ {#spc} صَهْبَاءُ قَدْ نُفِحَتْ بِرِيحِ شَمَال
فَإِذَا أَثِيرَ رَأَيْتَ بُرْكَانًا رَمَى {#spc} حُمَمًا وَدَكَّ الأَرْضَ بِالزَّلْزَالِ
مُتَنَمِّرًا كَاللَّيْث دِيسَ عَرِينُه{#spc} مُتَوَثِّباً يَدْعُو الرِّجَالَ نَزَال
كَلِمٌ إذَا حَدَرَ اللِّئامَ رَأَيْتَهَا {#spc} حَالَتْ إلَى مَسْنُونَة ٍ وَنِصالِ
لاَتَذْكُرُوا نَارَ الصَّوَاعِقِ عِنْدَهَا {#spc} نَارُ الصَّوَاعِقِ عِنْدَهَا كذُبَال
نَفْسٌ كَأَنْفاسِ الْمَلائِكِ طُهِّرَتْ {#spc} وشَمَائلٌ أَحْلَى من السَّلْسَال
وَتَوَاضُعُ النُّسَّاكِ فِيهِ يَزِينه {#spc} شَمَمُ الْملُوكِ وَعِزَّة ُ اْلأَقْيَال
وَخَلائِقٌ كَالزَّهْرِ سَارَ عَبِيرُهُ {#spc} مَا بَيْنَ أَمْوَاهِ وَبَيْنَ ظِلاَل
وَعزيمة ٌ جَبَّارَة ٌ لَوْ حُمِّلَتْ {#spc} أُحُدًا لَمَا شَعَرتْ له بِكَلال
وَشَجَاعَة ٌ فِي اللّه يَكْلؤُها الحِجا {#spc} وَالْحَزْمُ في الإْدْبَارِ وَالإِقْبَال
وَعَقِيْدَة ٌ لَوْ هُزَّتِ اْلأَجْبَالُ مِنْ {#spc}ذُعْرٍ لَمَا اهْتَزتْ مَعَ اْلأَجْبَال
دَارُ النِّيَابَة ِ عُوجِلَتْ فِي مِدْرَهٍ {#spc} كَانَ الزَّمَانُ بِهِ منَ البُخّالِ
ضُرِبَتْ بِهِ اْلأَمْثَالُ لَمَّا أَنْ غَدَا {#spc} فِي دَهْرِهِ فَرْداً بِلاَ أمْثَال
قَدْ كَانَ فَيْصَلَهَا إِذَا عَجَّتْ بِهَا {#spc} لُجَجُ الْخِلاَفِ وَلَجَّ كلُّ جِدَالِ
يَزِنُ الْكَلاَمَ كَمَا يُوَازِنُ صُيْرَفُ {#spc} في النَّقْدِ مِثْقَالاً إلَى مِثْقَال
وإذَا الْحقِيقَة ُ أَظْلَمَتْ أَسْدَالُهَا {#spc} صَدَعَ الدُّجَى فَبَدتْ بِلاَ أَسْدَال
جَمَعَ الْقُلُوبَ عَلَى الْوفَاقِ وصَانَه {#spc} مِنْ وَهْنِ رعْدِيدٍ وَطَيْشِ مُغَالي
لم يَنْتَقِلْ حَتَّى تَفَجَّر نَبْعُهُ {#spc} وشَفَى النُّفُوسَ نَمِيرُهُ بِزُلاَل
عَقَدَ الإلَهُ عُرَاهُ جَلَّ جَلاَلُهُ {#spc} أَتَرَى لِعَقْدِ اللّهِ مِنْ حَلاَّلِ
لَهْفِي عَلَيْهِ وَهْوَ رَهْنُ فِرَاشِهِ {#spc} مُتَفَزِّزًا مِنْ دائِه القَتَّال
لَهْفِي عَلَى لَيْثِ الكِنَانَة ِ أُغْمِدَتْ {#spc} أَظْفَارُهُ مِنْ بَعْدِ طُولِ صِيَال
قَنَصَتْ بَنَاتُ الدَّهْرِ واحِدَ دَهْرِهِ {#spc} وَرَمَتْهُ مِنْ أَدْوَائِها بعُضَال
يَرْنُو إِلَيْهِ الْعَائِدُونَ بِأَعْيُنٍ {#spc} غُزْرِ الدُّمُوعِ كَثِيرة ِ التَّسَآل
مُتَقَدِّمِينَ تَسُوقُهُمْ لُمَعُ المُنَى {#spc} مُتَرَاجِعِينَ مَخَافَة َ الإِعْوَال
والْمَوْتُ يَسْخَرُ باَلْحيَاة ِ وطِبِّها {#spc} جُهْدُ اَلْحياة ِ نِهَاية ُ الآجَال
والشَّعْبُ يَسْأَلُ كَيْفَ سَعْدٌ مالَه{#spc} والنَّاسُ في ذُعْرٍ وفي بَلْبَالِ
يَفِدُون لِلْبَيْتِ الْكَرِيمِ كَأَنَّهُمْ {#spc} زُمَرُ الحجيجِ تَسِيرُ في أَرْسَال
يَفْدُون بالنَّفْسِ الرَّئيسَ وإنَّما{#spc} نَفْسُ الرَّئيسِ بقَبْضَة ِ المُتَعَالي
عَرَفُوا الْجمِيلَ ولا تَزَالُ بَقِيَّة ٌ {#spc} في النَّاسِ لْلإِحْسَانِ والإجْمَالِ
مَنْ يَشْتَرِي حُسْنَ الثَّناءِ فإِنّما{#spc} بِفَعَالِهِ يَشْرِيهِ لا بِالْمَالِ
يَأَيُّها النَّاعِي حَنَانَكَ إِنّما {#spc} هِيَ أُمَّة ٌ أَضْحَتْ بِغَيْرِ ثِمَال
ماذا تَقُول ولِلرَّزيئَة ِ رَوعَة ٌ {#spc} تُغْنِي بَلاغَتُها عن الأَقْوال
مَنْ كَان يَرْثي أُمَّة ً في وَاحِدٍ {#spc} تَكْفِيهِ بارِقة ٌ مِن الإجْمَال
وإذا الْبَيَانُ أَبَى عليهِ فَرِيدُهُ {#spc}فالدَّمْعُ فِيه فَرائِدٌ ولآلِى
سَارَتْ مَطيَّة ُ نَعْشِهِ عُجْباً به{#spc} تَختَالُ بين الوَخْدِ والإرْقَالِ
فِيهَا كَتَابُوتِ الْكَليمِ سَكينَة ٌ{#spc} وَبَقِيَّة ٌ مِنْ هَيْبَة ٍ وَجَلاَل
لا تَحْمِلوه عَلَى المَدَافِعِ إِنّما {#spc} فَخرُ الزَّعيمِ قِيادَة ُ الأَعْزَالِ
أَجْدِرْ بِمَنْ حَمَلُوه فِي غَزَوَاتِهِ {#spc} أَنْ يَحْمِلُوهُ عَشِيَّة َ التَّرْحَال
سِيرُوا عَلَى سَنَنِ الزَّعِيمِ فَإنَّهُ {#spc} سَنَنُ الْهُدَى وَجَلاَئِل الأَعْمَال
قَدْ خَطَّ مِنْ أَخْلاقِهِ وجِهَادِهِ {#spc} لِلفِتْيَة ِ السَّارينَ خَيْرَ مِثَالِ
إنْ كانَ لَمْ يَنجُلْ فإنَّ لهُ بِكُمْ {#spc}عَدَدَ النُّجُومِ الزُّهْرِ مِنْ أَنْجَال
لا تَيْأَسُوا فَلَكَمْ أُبِيدَتْ قَبْلكُمْ {#spc} أُممٌ بِيَأسٍ قَاتِلٍ وَمَلاَل
إِنَّ الشُعُوب تُصابُ في أَبْطَالِها {#spc} وحَياتُها في سِيرَة ِ الأبْطَالِ
هِيَ قُدْوَة ٌ للعامِلينَ وَأُسْوَة ُ {#spc} الْمُسْتَبْسِلِينَ وَقصَّة ُ الأَطْفال
سَعْدُ حَيَاة ٌ في الَمماتِ وَقَبْرُهُ{#spc} مَهْدُ الْجِهاد ومَجْدُ الاسْتِقْبَال
أَحْرَى بَمنْ وَهَبَ الْحَياة َ لِقَوْمِهِ {#spc} أَلاَّ تُمَسَّ حَياتُهُ بزَوَال

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
علي الجارم

علي الجارم

الرشيد
Close
Error Success