يا ليت شعري هل تدرين موضعنا Poem by إبراهيم اليازجي

يا ليت شعري هل تدرين موضعنا{#spc} وهل لديك رجال أهل ارصاد
وهل رأوا ركبنا النوري منطلقاً {#spc} في ليلهم بين تصويب واصعاد
وهل أقاموا لنا مثل الذي رفعت {#spc} آباؤنا لك من تكريم عباد
فذي هياكلك الشماء قد شخصت {#spc}هاماتها في الذرى أمثال أطواد
رأوك للحسن معبوداً وما وهموا{#spc} فالحسن معبود عشاق وزهاد
لعل للأرض هذا الحظ عندكم{#spc} وأنها لو علمتم دار افساد
وعلك اليوم خلو من مفاسدها{#spc} وأن نكن قد خلقنا خلق انداد
أنت الفتية لا تدرين مفسدة{#spc} أين المفاسد من أخلاق أولاد
ضل الجميع وتاهوا في غوايتهم{#spc} فما أهتدى حاضر منهم ولا باد
وأصبح الزور مرفوع اللواء بهم{#spc} وقائل الحق موصوفاً بالحاد
قام الخصام بما لا يعلمون له {#spc} كنها ولم تره أبصار أشهاد
شغب تفاقم في الأجيال واضطرمت {#spc} به العداوة دهراً بين أكباد
أما كفاكم بني الإنسان شقوتكم{#spc} وأنكم للمنايا جد وراد
وما تعانون من جهد الحياة وقد {#spc} أمست كوقر ثقيل فوق اكتاد
ومن تقلب أطوار الزمان بكم{#spc} كإنما هو حرباء بأعواد
ومن مراغمة الأقدار طاردة لكم {#spc}كتيار يم حول طراد
ومن مزاولة الأرزاق بغيتها {#spc} تزاحمون بأقدام واعضاد
ومن مكابدة الأدواء ساطية{#spc} ومن نوازل لا تحصى بتعداد
فما لكم تسعدون الدهر بعضكم {#spc} لكيد بعض به يا شر اسعاد
وإنما أرضنا دار السلام لمن يبغي {#spc}السلام ودار الحرب للفادي
وكلنا فوقها رهن الزوال فلا {#spc}أضل بعد الكفى من سعي مزداد