بغداد حسبك رقدة وسبات Poem by معروف الرصافي

بغداد حسبك رقدة وسبات

بغدادُ حسبكِ رقدة وسبات {#spc} أو ما تمضّك هذه النكبات
وَلعت بك الاحداث حتى اصبحت {#spc}ادواء خطبك ما لهن أساة
قلب الزمان اليك ظهر مجنّه {#spc}أفكان عندك للزمان ترات
ومن العجائب أن يمسك ضره {#spc}من حيث ينفع لو رعتك رعاة
إذ من ديالة والفرات ودجلة {#spc}أمست تحل بالهلك الكربات
ان الحياة لفي ثلاثة انهر {#spc}تجري وأرضك حولهنَّ مَوات
قد ضلَّ اهلك رشدهم وهل اهتدى {#spc}قوم أجاهلهم هم السروات
قوم أضاعوا مجدهم وتفرّقوا {#spc}فتراهم جمعاً وهم أشتات
لقد استهانوا العيش حتى أهملوا {#spc}سعياً مغبة تركه الإعنات
يا صابرين على الأمور قسومهم {#spc}خسفاً على حين الرجال أباة
لا تهملوا الضرر اليسير فانه {#spc} ان دام ضاقت دونه الفلوات
فالنار تلهب من سقوط شرارة{#spc} ٍ والماء تجمع سيله القطران
لا تستنيموا للزمان توكلاً{#spc} فالدهر نزَّاء له وثبَات
فتناطحا وتوالت الهجمات {#spc}فوضى وفيكم غفلة ُ وأناة
تالله إن فعالكم بخلافه {#spc}نزل الكتاب وجاءت الآيات
أفتزعمون بان ترك السعي في {#spc}وترِف فوقك للهدى رايات
إن صحّ نقلكم بذاك فبيِّنوا {#spc}او قام عندكم الدليل فهاتوا
لم تلقَ عندكم الحياة ُ كرامة َ{#spc} في حالة فكأنكم اموات
شقيت بكم لما شقيتم ارضكم {#spc}فلها بكم ولكم بها غمرات
وجهلتم النهج السوي الى العلى {#spc}فترادفت منكم بها العثرات
بالعلم تنتظم البلاد فإنه {#spc} لرقي كل مدينة مرقاة
ان البلاد اذا تخاذل اهلها {#spc}كانت منافعها هي الآفات
تلك الرُّصافة والمياه تحفها {#spc}والكوخ قد ماجت به الازمات
سالت مياه الواديين جوارفا {#spc} فطفحن والاسداد مؤتكلات
فتهاجم الماء إن من صفتَيهما {#spc} فتناطحها وتوالت الهجمات
حتى إذا اتصل الفرات بدجلة {#spc}وتساوت الوَهدات والربوات
زحفت جيوش السيل حتى أصبحت{#spc} بالكرخ نازلة لها ضوضاة
فسقت بيوت الكرخ شر مُقيء {#spc} منها فقاءت اهلها الابيات
واستنقعت فيها المياه فطحلبت{#spc} بالمكث ترغو تحتها الحمآت
حتى استحال الكرخ مشهد أبؤس{#spc} تبكي به الفتيان والفتيات
طرقاته مسدودة ودياره {#spc}مهدومة وعراصه قذرات
ياكرخ عز على المرؤة انه{#spc} لجج المياه عليك مزدحمات
فلئن أماتتك السيول فإنما {#spc}أمواجهن عليك ملتطمات
من مبلغ المنصور عن بغداده {#spc}خبراً تفيض لمثله العبرات
مست تناديه وتندب اربعاً {#spc}طمست رسوم جمالها الهبوات
وتقول يالأبي الخلائف لو ترى{#spc} اركان مجدي وهي منهدمات
لغدوت تنكرني وتبرح قائلاً {#spc}بتعجب ما هذه الخربات
اين البروج بنيتهن مشيدة ً {#spc}اين القصور علت بها الشرفات
اين الجنان بحيث تجري تحتها {#spc}الانهار يانعة بها الثمرات
أترى ابو الامناء يعلم بعده{#spc} بغداد كيف تروعها النكبات
لا دجلة يا للرزية دجلة {#spc}بعد الرشيد ولا الفرات فرات
كان الفرات يمد دجلة ماؤه{#spc} بجداول تسقى بها الجنات
اذ بين دجلة والفرات مصانع {#spc} تفتر عن شنب بها السنوات
يا نهر عيسى أين منك موارد {#spc} عذبت واين رياضك الخضلات
ماذا دهى نهر الرفيل من البلى {#spc}حيث المجاري منه مندرسات
اذ قصر عيسى كان عند مصبه {#spc}وعليه منه أطلَّت الغرُفات
ام اين بركة زلزل وزلالها {#spc}السلسال تسرح حوله الظبيات
تا نهر طابق لا عدمتك منهلاً {#spc}اين الصراة تحفها الروضات
ام اين كرخايا تمد مياهه {#spc} نهر الدجاج فتكثر الغلات
ام اين نهر الملك حين تسلسلت{#spc} فيه المياه وهنَّ مطردات
قد كان تزدرع الحبوب بارضه{#spc} فتسح فيه بفيضها البركات
ام اين نهر بطاطيا تأتيه من{#spc} نهر الدجيل مياهه المجراه
وله فروع أصلهنَّ لشارع الْـ {#spc} الكبش المجاري منه منتهيات
تنمو الزروعِ بسقيه فغلاله {#spc}كل العراق ببعضها يقتات
لهفي على نهر المُعلى إذ غدت {#spc}لا تستبين جنانه النضرات
نهر هو الفردوس تدخل منه في {#spc}قصر الخلافة شعبة وقناة
كالسيف منصلتاً تضاحك وجهه {#spc}الانوار وهي عليه ملتمعات
إذ نهر بين عند كلواذي به {#spc}مُلد الغصون تهزها النسمات
وبقربه من نهر بُوق دارة {#spc} تنفي الهموم مروجها الخضرات
يا قصر باب التبر كنت مقرِّنا {#spc}والنفي يصدر منك والاثبات
أيَّام تطلعك العدالة شمسها {#spc}وترف فوقك للهدى رابات
أيام تبصرك الحضارة في العلى{#spc} بدراً عليك من الثنا هالات
أيام تنشدك العلوم نشيدها {#spc}فتعود منك على العلوم صلات
أيام تقصدك الأفاضل بالرجا {#spc} فتفيض منك لهم جدا وهِبات
أيام يأتيك الشكى بأمرهِ {#spc}فيروح عنك وما لديه شكاة
تمضي الشهور عليك وهي انيسة {#spc} وتمر باسمة بك الساعات
ماذا دهاك من الهوان فأصبحت {#spc}اثار عزك وهي منطمسات
قد ضيعت بغداد سابق عزِّها {#spc}وغدت تجيش بصدرها الحسرات
كم قد سقاها السيل من أنهارها {#spc}ضرا وهن منافع وحياة
واليوم قلت بجانبيها ارخوا {#spc} دفق السيول فماجت الازمات

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success