خبيئة نفسي Poem by سيد قطب

خبيئة نفسي

خبيئة نفسي قد غفا الكون فاسفري {#spc}وكوني سميري ، بعد أن نام سًمّري
سها الدهرُ والأقدار رنّقها الكرى {#spc} وهوّم في جوف الدجى روح خيّر
يُطيفُ على العانين بالعطف والرضا {#spc} ويعمر بالإغفـاء رأس المفكّر
وينتظمُ الدنيا هدوءاً كأنها{#spc} عوالم في وادي المنى لم تصوّر
فلا صوت إلا خفقة من جوانحٍ كما{#spc} خفقت للضـوء عين المصور
ولم يبق من تلك الحياة وأهلها سوى {#spc}طيفها الساري بوادي التذكّر
خبيئة نفسي من عهود سحيقة ومن{#spc} جوف آباد مضت قبل مولدي
أحسك في أغوار نفسي ولا أرى {#spc} محيّاك إلا كالخيال المشـرّد
علمتك حتى أنت منّيَ بُضعةٌ {#spc} جهلتكِ حتى أنت في غير مشهدِ
ويا طالما أخلفتِ لي كل موعـد{#spc} ويا طالما ألقاك في غير موعدِ
عجبتُ فكم من نفرةٍ تنفرينها {#spc} على فرط ما تبدينهُ من تودد
حديثك من نفسي قريبٌ، وإنمـا {#spc}أخالك في واد من التيه سرمد
خبيئة نفسي ، ما ترى أنتِ ؟ إنني{#spc} أريدك في جو من الضــوء معلم
أ عنصرك الإيمان والطهر أصلهُ ؟ وإلا {#spc}إلى الكفران والرجس منتمِ ؟
وفي أي وادٍ أنت تسرين خلسة ؟ ومن{#spc} أي عهد في الجهالات مبهم ؟
وكم فيك من نصر ؟ وكم من هزيمة {#spc}؟ تجاورتا في حشدك المتزحّم ؟
وكم فيك من يأس ؟ وكم فيك مأملٌ ؟{#spc} وكم من تردّ ، أو وثوب تقحّمِ
وكم فيك من حب ، وكم فيك بغضـة {#spc}؟ ومن رشد إلهـام إلى خبط مظلم
خبيئة نفسي في ثناياكِ معرضٌ {#spc}لما لقيَتهُ الأرض في الجولان
وفيك من الآباد سر وروعةٌ {#spc} وفيكِ صراعات بكل زمان
وفيك التقى الإنسان من عهد خلقهِ {#spc}وفيك التقى الروحيّ والحيواني
وأنكِ طّلسم الحياة جميعها {#spc} وصورتها الصغرى بكل مكان
أبيني إذن عن ذلك العالم الذي{#spc} تضمنتهِ من صورة ومعـاني
أبيني أطالع في ثناياك ما مضى {#spc}وما هو آت من رؤى وأمان

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
سيد قطب

سيد قطب

مصر / أسيوط
Close
Error Success