ضمنت لهذا العهد ذكرا مخلدا Poem by جبران خليل جبران

ضمنت لهذا العهد ذكرا مخلدا {#spc}وجددت للإسلام معجز أحمدا
وبت لمصر بالمفاخر محتدا {#spc}ومن قبل كانت للمفاخر معتدا
أطاف بها ليل من الجهل حالك {#spc} وصمت بها الأسماع عن دعوة الهدى
فإن قلب المحزون في الأفق طرفه {#spc} فليس يرى إلا ذكاءك فرقدا
ومن تدعه يردد نداءك لا يجب {#spc} كما رجع الصخر الأصم لك الصدى
لك الله من شاك عن الناس دهرهم {#spc} على حين لم يشكوا وقد جار واعتدى
ومن ساهر يفني منار حياته{#spc} ضياء ليهدي غافلين ورقدا
ومن نظام للملك تاج فرائد {#spc}من المدح تيجان الملوك له فدى
ومن منشد يحيي فخار جدوده{#spc} فيكسبهم مجدا بذاك مجددا
إذا النسل لم يحفل بذكر جدوده {#spc} فإن لهم موتا به متعددا
قواف يزين الشعر حسن نظامها{#spc} كما ازدان كأس بالحباب منضدا
وسبك يعيد اللفظ لحنا موقعا{#spc} ويبدي لنا المعنى الخفي مجسدا
أسحرا ترينا أم صحائف كلما{#spc} نقلبها وجها نرى عجبا بدا
فبينا هي الروض الذي تشتهي المنى{#spc} تعاشق فيه النور والطيب والندى
إذا هي أنهار تقر عيوننا {#spc} إذا هي نيران تثور توقدا
إذا هي أفلاك بسطن وأبحر {#spc} أغار بها الفك الصغير وأنجدا
إذا هي آجام تموج بأسدها{#spc} وأودية يرعى بها الظبي أبدا
إذا هي عيس في البوادي مجدة {#spc} تسير ولا سير وتحدي ولا حدا
إذا هي أجيال الزمان معاهدا{#spc} بها آدم موسى وعيسى محمدا
إذا هي حرب يخلع البيد جيشها {#spc}نعالا متى هبوا وثوبا على العدى
بيانك سيف للحقيقة ساطع {#spc} ذليل به الباغي قتيل به الردى
بشعرك فليحيى الذي جل فضله {#spc} ومات جديرا بالفخار مؤبدا
وذو العلم فليختر كتابك مؤنسا{#spc} كريما وأستاذا حكيما ومرشدا