في الطريق إلى القاهرة Poem by شاذل طاقة

في الطريق إلى القاهرة

هدَرتْ وقـد وَجِع الهـواء بـهـــــــــــــا
عـنقـاءُ لا تكبــــــــــــــــو ولا تَثِبُ
مشغوفةٌ بـالريح تَعْركهــــــــــــــــــا
والريحُ تـنأى وهْي تقتـــــــــــــــــرب
ومضت تعضّ عـلى نـوافثهـــــــــــــــــا
لا الـحـزن يثنـيـهـا ولا الـــــــــتعب
فكأن أحـمدَ لـم يـمـرَّ بـهــــــــــــــا
وكأن مـريـمَ ثَمَّ تـنـتحـــــــــــــــــب
وكأن محـرقة الرجـال هـنـــــــــــــــا
ويَلُمُّهـا إنَّا لهــــــــــــــــــــا حطب
ونَحَار: أمـرُ سَراتـنـا عجـــــــــــــــبُ
هُزَّت أرائكهـم فـمـا احتسبـــــــــــــوا
أتـراهـمـو شـاهت عزائمهــــــــــــــم؟
أم أنهـم ضِيـمـوا فـمـا غضبــــــــــوا؟
عبرتْ بنـا العـنقـاءُ تحـمـلنـــــــــــا
وعـلى الثرى مـن وقـدهـا لهــــــــــــب
حتى إذا جزْنـا الرمـــــــــــــــال إلى
أهـرامِ مـصرَ ولــــــــــــــــــوَّحتْ كُثُبُ
وتشـوَّفتْ عـيـنـــــــــــــــــي إلى أفقٍ
خَجِل الشـروقُ يكـاد يـنسحـــــــــــــــب
نَسَجَ السحـابُ عـلى مطــــــــــــــــارفه
هُدْبـاً تَغِيـم خـيـوطه الـذهـــــــــــــب
درجتْ بنـا العـنقـاء ســــــــــــــابحةً
فـوق الصعـيـد ودَرْجهـــــــــــــــا خَبَب
يـا بنـتَ قـاهـرةِ الرجـال سلـــــــــــي
قـلـبـي الـحـزيـن يُجِبْك إذ يجــــــــــب
إنـا وإن خـفـيـتْ صـبـابتـنــــــــــــا
قـومٌ إلى العـشـاق ننــــــــــــــــتسب
وأتـيـت أشكـو وزر قـافـــــــــــــــية
عـشـواءَ فـي الظلـمـــــــــــــاء تحتطب
غنَّى بـهـا الغاوون نــــــــــــــــاعبةً
وتخـيّروهـا مـثلـمـا رغبــــــــــــــوا
سـوداءُ شـامتةٌ يلفّقهـــــــــــــــــــا
بـالطـيّبــــــــــــــــــــات مُزوِّقٌ ذَرِب
تَجِرت بـهـا زمـرٌ وروّجهـــــــــــــــــا
شَبِقُ اللســــــــــــــــــان فؤادهُ خَرِب!
عفـوًا رفـاقَ الـحـــــــــــــرف إن طفحتْ
كأسـي ولـوَّنَ حـرفــــــــــــــــيَ الغضبُ
فلأنـتـمـو أدرى بـمـا فعـلَ الــــــــــ
ـغاوون أو قـالـوه أو كتبـــــــــــــوا
يـا أهلَ ودي يـا رفــــــــــــــــاقَ دمٍ
زاكٍ يسـيل فـيـنضج العـنـــــــــــــــب
إنـا، وإن شطَّ الـمزار بنـــــــــــــــا
وازّاحـمت مـن حـولنــــــــــــــا الكُرَب
سـيضمّنـا يـومٌ لنــــــــــــــــــا قَشِبٌ
ولسـوف نفخر أننـــــــــــــــــــا عَرَب

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
شاذل طاقة

شاذل طاقة

العراق / الموصل
Close
Error Success