هو هادئٌ وأنا كذلك Poem by محمود درويش

هو هادئٌ وأنا كذلك

هوَ هادئٌ، وأنا كذلك
يحتسي شاياً بليمونٍ
وأشربُ قهوةً
هذا هو الشيءُ المغايرُ بيننا
هوَ يرتدي، مثلي، قميصاً واسعاً ومُخططاً
وأنا أطالعُ، مثلَهُ، صُحُفَ المساءْ
هو لا يراني حين أنظرُ خلسةً
أنا لا أراه حين ينظرُ خلسة
هو هادئٌ، وأنا كذلك
يسألُ الجرسون شيئاً
أسألُ الجرسونَ شيئاً
قطةٌ سوداءُ تعبُرُ بيننا
فأجسّ فروةَ ليلها
ويجسُّ فروةَ ليلها
أنا لا أقول لَهُ: السماءُ اليومَ صافيةٌ
وأكثرُ زرقةً.
هو لا يقول لي: السماءُ اليوم صافيةٌ
هو المرئيُّ والرائي
أنا المرئيُّ والرائي
أحرِّكُ رِجْليَ اليُسرى
يحرك رجلَهُ اليُمنى
أدندنُ لحن أغنيةٍ
يدندن لحن أغنية مشابهةٍ
أفكِّرُ: هل هو المرآة أبصر فيه نفسي؟
ثم أنظر نحو عينيه،
ولكن لا أراهُ
فأتركُ المقهى على عجلٍ
أفكّر: رُبَّما هو قاتلٌ، أو رُبما
هو عابرٌ قد ظنَّ أني قاتلٌ
هو خائفٌ، وأنا كذلك

COMMENTS OF THE POEM
محمود درويش

محمود درويش

الجليل / فلسطين
Close
Error Success