أزمعوا البين وشدو الركابا Poem by محمد البوصيري

أزمعوا البين وشدو الركابا

أزمعوا البين وشدوا الركابا {#spc} فاطلبِ الصبرَ وخَلِّ العِتابا
ودنا التَّودِيع مِمَّنْ وَدِدْنا {#spc} أنَّهم داموا لدينا غِضابا
فاقْرِ ضَيْفَ البَيْنِ دمعاً مُذالاً {#spc} ياأخا الوجدة قلباً مذابا
فمَنِ اللائِمُ صبّاً مَشُوقاً {#spc} أَنْ بَكى أحْبابَهُ والشَّبابا
إنما أغرى بنا الوجد أنا {#spc} ما حسبنا لفراق حسابا
وَعُرِيْبٌ جَعَلُوا بالمَصَلَّى {#spc} كل قلب يوم ساروا نهابا
عَجَباً كيف رضُوا أنْ يَحلُّوا {#spc} مِنْ قلوبٍ أحرقوها قِبابا
أضْحَتِ الأرضُ التي جاوَرُوها {#spc} يَحْسُدُ العَنْبَرُ منها الترابا
لاتكذب خبراً أن سلمى {#spc} سَحَبَتْ بالتُّرْبِ ذَيْلاً فَطابا
وَكَسَتْهُ حُلَلَ الرَّوْضِ حتى {#spc} تَوَّجَتْ منها الرُّبَا وَالهِضابا
ابْتَسَمَتْ عَنْ مِثْلِ كأْسِ الحُمَيَّا {#spc} نَظَمَ الماءُ عليها حَبابا
سُمْتُها لَثْمَ الثنايا فقالتْ {#spc} إنَّ مِنْ دُونِكَ سُبْلاً صِعابا
حرست عقرب صدغي خدي {#spc} وَحَمَتْ حَيَّة ُ شَعْري الرُّضابا
وَيْحَ مَنْ يَطْلُبُ مِنْ وَجْنَتَيَّ ال {#spc} وَرْد أوْ مِنْ شَفَتَيَّ الشَّرابا
حق من كان لهحب سلمى {#spc} شُغُلاً أنْ يَسْتَلِذَّ العذابا
ولمن يمدح خير البرايا {#spc} أَنْ يَرَى الفَقْرَ عَطءً حِسابا
وَكفاني باتِّباسثعِي طَرِيقاً {#spc} رغب المختار فيها رغابا
كلما أُوتِيتُ منها نَصِيباً {#spc} قُلْتُ إني قدْ مَلكْتُ النِّصابا
يا حَبيباً وَشَفِيعاً مُطاعاً {#spc} حَسْبُنَا أنَّ إليك الإيابا
لم نقل فيك مقال النصارى {#spc} إذ أضلوا في المسيح الصوابا
إنما أنت نذير مبين {#spc} أنزل الله عليك الكتابا
بلسان عربي بليغ {#spc} أفحم العرب فعيَّت جوابا
يطمع الأسماع فيه بياناً {#spc} وسنا طبه على العقل يابا
حَوَتِ الكُتْبُ لُبَاباً وَقِشْراً {#spc} وهو حاو من اللباب لبابا
يَجْلِبُ الدُّرَّ إلى سامِعِيه {#spc} كلمٌ لم ير فيه اجتلابا
أشرقت أنواره فرأينا الرأ {#spc} سَ رَأْساً وَالذُّنابِي ذُنابا
وَرأَى الكُفَّارُ ظِلاَّ فَضَلُّوا {#spc} وَيْحَهُمْ ظَنُّوا السَّرابَ الشَّرابا
وإذا لم يصح باعلم ذوق {#spc} وجد الشهد من الجهل صابا
كيف يهدي الله منهم عنيداً {#spc} كلما أَبْصَرَ حقّاً تَغَابى
وَإذا جِئْتَ بآياتِ صدْقٍ {#spc} لم تَزِدْهم بِكَ إلاَّ ارْتيابا
أنتَ سِرُّ الله في الخَلْقِ وَالسِّ {#spc} ر على العمى أشد احتجابا
عاقب ماحٍ محا الله عنك {#spc} بك ما نحذر منه العقابا
خصه الله بخلق كريم {#spc} ودعا الفضل له فاستجابا
وله من قاب قوسين ما شر {#spc} ف قوسين بذكر وقابا
مِنْ دُنُوٍّ وَشُهُودٍ وَسِرٍّ {#spc} بانَ عنه كلُّ وَاشٍ وغابا
وَعلومٍ كَشَفَتْ كلَّ لَبْسٍ {#spc} وجلتْ عن كل شمسٍ ضبابا
لم ينلها باكتسابٍ وفضلُ الل {#spc} هِ ماليس ينالُ اكتسابا
وإذا زار حبيبٌ محباً {#spc} لاتسل عن زائر كيف آبا
كل من تابعه نال منه {#spc} نَسَباً مِنْ كلِّ فضل قِرابا
شرف الأنساب طوبى لأصلٍ {#spc} وَلِفَرْعٍ حازَ منه انتسابا
دِينه الحقُّ فدَعْ ما سِواه {#spc} وخذ الماء وخلِّ السرابا
جعل الزهد له والعطايا {#spc} والتقى والبأسَ والبرَّ دَابا
أنقذَ الهلكى وربى اليتامى {#spc} وفَدَى الأسرَى وفَكَّ الرِّقابا
بصر العمى فياليت عيني {#spc} مُلِئَتْ مِنْ أَخمَصيَه تُرابا
أَسْمَعَ الصُّمَّ فَمنْ لي بِسَمْعِي {#spc} لو تَلَقَّى لفْظَهُ المُستطابا
ودعا الهيجاء فارتاحت الس {#spc} مر اهتزازاً والسيوف انتدابا
تطربُ الخيلُ برقع فتختا {#spc} لُ إلى الحربِ وتَعْدوا طِرابا
مِنْ عِتَاقٍ رَكِبَتْها كُماة {#spc} ٌ لم يخافوا للمنون ارتكابا
كلُّ نَدْبٍ لوْ حَكَى غَرْبَهُ السَّيْ {#spc} فُ لَمَا اسْتصحبَ سَيْفٌ قِرَابا
قاطعَ الأهلِينَ في الله جَهْراً {#spc} لَمْ يَخَفْ لَوْماً ولم يَخْشَ عتابا
لم يبالِ حين يغدو مصيباً {#spc} في الوغى أو حِين يَغْدوا مُصابا
مِنْ حُمَاة ٍ نَصَروا الدِّينَ حتى {#spc} أصبح الإسلام أحمى جنابا
رَفعُوا الإسلامَ مِنْ فوقِ خيْلٍ {#spc} أَرْكَبَتْ كلَّ عُقَابٍ عُقابا
خضبوا البيض من الهام حمراً {#spc} ما تَزالُ البِيضُ تَهْوَى الخِضابا
لم يريدوا بذكورٍ جلوها {#spc} لِلحُرُوبِ العُونِ إلاّ الضِّرَابا
أَرْغَمَ الهادي أُنُوفَ الأَعادي {#spc} برضاهم وأذلَّ الرقابا
فأطاعته الملوك اضطراراً {#spc} وأجابته الحصونُ اضطرابا
وصناديدُ قُرَيْش سَقاها {#spc} حَتْفَها سَقْيَ اللِّقاحِ السِّقابا
حَلَبُوا شَطْرَيْهِ في الجودِ والبَأْ {#spc} سِ فأَحْلَى وأَمَرَّ الحِلابا
وجَدُوا أخْلاَفَ أخْلاَقِهِ في الخِصْ {#spc} بِ والجدبِ تعاف الخصابا
درُّها أطيبُ درٍّ فإن أم {#spc} كنك الحلبُ فراعِ العِطابا
جَيَّشَ الجَيْشَ وسرى السرايا {#spc} ودعا الخيلَ عقاقا عرابا
وهْوَ المَنْصُورُ بالرُّعْبِ لو شا {#spc} ءَ لأغنى الرعب عنها ونابا
لو تَرى الأَحزابَ طاروا فِراراً {#spc} خلتهم بين يديه ذبابا
أَوَلَم تَعجبْ له وهوَ بَحْرٌ {#spc} كيف يَسْتَسْقِي نَدَاهُ السَّحابا
كانتِ الأرض مواتاً فأحيا {#spc} بالحيا منها المواتَ انسكابا
نزعتْ عنها من المحلِ ثوباً {#spc} وكَستْها مِنْ رِياضٍ ثيابا
سَيِّدٌ كيفَ تأَمَّلْتَ معنا {#spc} هُ رَأتْ عَيْناكَ أَمراً عُجابا
من يزرهُ مثقلاً بالخطايا {#spc} عادَ مَغْفُورَ الخطايا مُثابا
ذكره في الناسِ ذكرٌ جميلٌ {#spc} قال للكونينِ طيبا فطابا
وسِعَ العَالمَ عِلْماً وجُوداً {#spc} فدعا كلاً وأرضى خطابا
فَتَحَلَّتْ منه قَوْمٌ عُقُوداً {#spc} وتحلَّت منه قومٌ سِخابا
ليتني كنتُ فيمن رآهُ {#spc} أتقى عنهالأذى والسِّبابا
يومَ نالتهُ بإفكٍ يهودٌ {#spc} مثلما استنبحَ بدرٌ كِلابا
فادْعُني حَسَّانَ مَدْحٍ وزِدْني {#spc} إنني أحسنت منه المنابا
يارسول الله عذراً إذا هِبْ {#spc} تُ مقاماً حقه أن يهابا
إنني قُمْتُ خَطيباً بِمَدْحِي {#spc} ك ومن يملك منه الخطابا
وتَرَامَيْتُ به في بِحارٍ {#spc} مُكْثراً أمواجَها والعُبابا
بقوافٍ شُرِعتْ لأعادي {#spc} وجَدُوها في نفوسٍ حِرَابا
هي أمضى من ظبي البيض حداً {#spc} في أعادِيكَ وأنْكَى ذُبابا
فارضه جهدَ محبٍ مقلٍّ {#spc} صانهُ حبك من أن يُعابا
شابَ ففي الإسلام لكن له في {#spc} كَ فؤادٌ حبه لن يُشابا
يَتهَنَّى بالأمانيِّ إنَّهُ {#spc} هُ قبلَ مماتٍ أنابا
كلما أوسعه الشيبُ وعظا {#spc} ضيَّقَ الخوفُ عليه الرحابا
ضَيَّعَ الحَزْمَ وفيه شباب {#spc} وأتى معتذرا حين شابا
وغدا من سوءِ ماقد جناهُ {#spc} نادِماً يَقْرَعُ سِنَّاً وَنابا
أفلا أرجو لذنبي شفيعاً {#spc} مارجاه قط راجٍ فخابا
أحمد الهادي الذي كلما جئ {#spc} تُ إليه مُسْتَثِيباً أثابا
فاعذِروا في حُبِّ خيرِ البرايا {#spc} إن غبطنا أو حسدنا الصحابا
إن بدا شمساً وصاروا نجوماً {#spc} وطمى بحراً وفروا ثغابا
أقلَعَتْ سُحْبُ سُفْنِهِمْ سِجالا {#spc} من علوم ووردنا انصبابا
وَغَدَوْنا بينَ وَجْدٍ وَفَقْدٍ {#spc} يَعْظُم البُشْرَى به وَالمُصابا
وَتَبَارَأْنَا من النَّصْبِ وَالرَّفْ {#spc} ضِ وأوجبنا لكل جنابا
إن قوماً رضى الله عنهم {#spc} مالنا نلقى عليهم غضابا
إنني في حُبِّهم لا أُحابي {#spc} أحداً قط ومن ذا يُحابى
صلوات الله تَتْرَى عليه {#spc} وعليهم طيباتٌ عذابا
يفتحُ اللهُ علينا بها من {#spc} جودهِ والفضلِ بابا فبابا
ماانتضى الشرقُ من الصبحِ سيفاً {#spc} وَفَرَى مِنْ جُنْحِ لَيلٍ إهابا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success