بكائيـة بين يدي بشار بن برد Poem by جابر قميحة

يا لأفقي الجريحِ فاض ظلاماً {#spc} كالحَ الوجه حالكَ الدَّيْجورِ
ملَّ من وجهه الكئيب سهيل {#spc}والثريا, وكل نجم زهير
وضفافي الخضراء ماجت بشوك {#spc} قاتل الوخز عابس قمطرير
وطريقي عليه سود الأفاعي {#spc} بين أنيابها اغتيال المصير
كلما شبَّت العزائم مني{#spc} أخرستها رؤى الفحيح الهصور
فتهاوت خطاي صرعى, فأنَّى{#spc} في ضفاف الأنياب يمضي مسيري?
كيف أمضي والزيف دين وطبع {#spc} والنفاق الخسيس جسر العبور?
واختلال المعيار أضحى صوابا {#spc} والصواب المنير شر الشرور?
إيه (بشارُ) جُدْ بياناً وشعرا {#spc} من ضياء وحكمة وعطور
لا تقل (كيف يمنح النور أعمى?) {#spc}ليس أعمى من كان حي الشعور
إنما العُمي من طواهم ظلام{#spc} في القلوب التي استوت في الصدور
فانظر العالم المسيخ بقلب {#spc} نابضٍ بالسنا الشفيف البصير
لن ترى بلبلاً على السرح يشدو {#spc}بل خفافيش في رياش الصقور
والبُغاث المضعوف عاث فسادا {#spc}بمغانيه في غياب النسور