صرخة من وراء الأسوار Poem by جابر قميحة

صرخة من وراء الأسوار

أيها الظالمون في الأرضً مهٍلا {#spc} إنّ في الأرضً والسّما جبَّارا
فاتقوا اللهَ» إن للهولً يوما {#spc} فيه - مًن ظُلمكم - ستصٍلَوٍنَ نارا
يوم تبيض من تُقَاها وجوه {#spc} ووجوه تسٍودُّ خًزيا وعارا
لا تظنوا السلطانَ يبقَي لحيًّ {#spc} خُلًقَ الدهرُ قُلَّبا دوَّارا
إن تَرَ اليومَ منهُ أمنٍا وودّا {#spc} فستلقاهُ في غد.. غدَّارا
فاتقوا اللهَ في العبادً وإلاَّ {#spc} سوفَ تغٍدُون عبرةً واعٍتبارا

لا تظنوا الرمادَ يعني خُمودا {#spc} إن تحتَ الرمادً جمرا.. ونارا
لا تظنوا السكونَ يبقي سكونا {#spc} إن خلفَ السكونً عصٍفا مُثارا
فكفانا خمسون عاما من الظلٍـ {#spc} ـمً أذقتمٍ فيها العبادَ المرَارا
كم وعدتمٍ، وكم نقضتُمٍ وُعودا {#spc} وعهودًا، وخُنٍتمو الأحرارا
كم سمعٍنا عن الكفايةً والعدٍ {#spc} لً، ومستقبل يفيضُ ازٍدهارا
فإذا عدٍلكم ظلام.. وظلم {#spc} وكفًاياتكمٍ.. أرتٍنا الخَسارا
قد تسلَّمتمو البناءَ صُروحا {#spc} وبأيديكمو هوَي.. وانهارا
فالرشاوَي للمجدً خيرُ طريق {#spc} ولمنٍ رامَ منصبا ويسارا
فغدتٍ مصر - بعد مجدي وعز - {#spc}وطنا ضائعا، وشعبا مُضارا
بينما الأرضُ للكبارً مَشاع {#spc} لقصور تُطاولُ الأقٍمارا
في شمال وفي جنوبً تراها {#spc} و«مَرينا» بسحرًها تتباري
عرٍبَد الليلُ في مداها فمالت {#spc} في انتشاء كئوسُها والسُّكاري
غير أن القبورَ صارتٍ ديارا {#spc} للذي لم يجدٍ لسُكناهُ دارا
كلهم ميت وإنٍ كان هذا {#spc} ظاهرًا فوقها، وهذا تَوارَي

أنا لم أسرق القروضَ من البنٍـ {#spc} ـكً، ولم أختلسٍ جهارا نهارا
لم أبعٍ ذمتي، ولاخنتُ يوما {#spc} أو لبستُ الرياءَ ثوبا مُعارا
أنا لم أقتحم بيوتا مع الفجٍـ {#spc} ـر، وأُفزعٍ أطفالَها والعذاري
لا وما زوّرتُ انتخابا، ولا كنٍـ {#spc} ـتُ دعيًّا أسايرُ الأشرارا
إنما عشتُ شامخا بيقيني {#spc} رافعَ الرأسً عزةً وفخارا
أنا ما بعتُ أمتي برخيص {#spc} أو بًغال، ولم أُخرًّب ديارا
ما اتخذتُ الإرهابَ دينا ونهجٍا {#spc} لا، ولا حتي فكرةً وحوارا

فلماذا أصيرُ رهن اعتقال {#spc} وأعاني القيودَ والأسوارا
وأعاني لهيبَ شوقي لطفل {#spc} وبناتً للحزن عًشٍن أُساري
زوجتي رُمًّلتٍ وما أنا ميٍت {#spc} وهٍيَ - مًنٍ غيبتي - تذوب انتظارا
حَمَلَتٍ ما حَملٍتُ قبلا، فقامتٍ {#spc} تشكرُ اللهَ قُرٍبةً واصطبارا
وصغاري تيتموا في حياتي {#spc} «يايدَ الظلم ما رحمتً الصغارا»
لم يعيشوا في العيد بهجةَ عيد {#spc} أو تزيَّوٍا بًزًيًّه استبٍشارا
واتقوا دعوةً لأمًّ تعاني {#spc} مرضا فادحا عليها أغارا
في ليالي الدموع والكرب نادتٍ {#spc} «يا إلهي بًك الكسيرُ استجارا
يا نصيرَ المظلومً إنا ظُلمنا {#spc} وغُلبٍنا فانتصرٍ لي انتصارا»
إنها دعوة إلي الله هزَّتٍ {#spc}من أساها الملائكَ الأطهارا
أيها الظالمون في الأرضً مهلا {#spc} إنَّ في الأرضً والسَّما جبارا
كيف أُرضيكمو: أؤُصبحُ لصًّا {#spc} أمٍ غبيا غباؤُه لا يُجارَي
أم أقضًّي المساءَ سكٍرا ورقصا {#spc} وأُؤاخًي الفجّار والشطارا
أم أصوغ المديحَ في موكبً الذلًّ {#spc} نفاقا، وأنظمُ الأشعارا

أنا لا أستطيعُ أنقضَ عهدا {#spc} بيقيني كتبته.. مختارا
فاتخذتُ الرسولَ خير إمام {#spc} ورضيت الإسلام دينا ودارا
وتبعتُ القرآنَ دستورَ حق {#spc} وحياةً، وحكمةً، ومنارا
وتأثرتُ خالدا، وعليّا {#spc} وصُهيبا، وجعفرَ الطيارا
ولذا عشتُ شامخًا بيقيني {#spc} رافعَ الرأس.. عزة وفخارا
أبذل النفسَ والنفيس لديني {#spc} لا أبالي الخطوبَ والأخطارا

فاتركونا لله في صُحٍبةً الفجٍـ {#spc} ـرً، نعطًّرٍ بوًرٍدًنا الأسحارا
اتركونا لله ننشرٍ شذا الحقًّ {#spc} ونُطلعٍ مًن الظلامً النهارا
كي نُروًّي القلوبَ نورا وحبّا {#spc} بعد أن أجٍدبتٍ وصارت قًفارا
اتركونا لله ننقذٍ شبابا..{#spc} تائة الخطٍوً، حائرا منهارا
«يا شباب الحمي تعالَوٍا فإنّا {#spc} لا يمينًا نريدُه أو يسارا
إنما شرعةَ الإله، وإنا {#spc} نفتديها عقيدة وشعارا»

فاطمئنوا فما لًدُنٍيا نهضٍنا {#spc} بل رفضنا رُواءَها والنُّضارا
ويمينا لن ننزعَ الحكمَ منكم {#spc} فبكم صارَ حكمكمٍ.. أصٍفارًا
لا، ولن نقلبَ النظامَ فأنتم {#spc} قد وفيٍتُم بقلٍبًه فانهارا
فاتقوا اللهَ في العبادً، وإلاّ {#spc} سوف تغٍدُون عبرةً واعتبارا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success