حوار مع منافق Poem by جابر قميحة

حوار مع منافق

لستُ أنساه ... صاحبي وصديقي {#spc} فلقد كان في مقامِ شقيقي
ثم هانت عليه نفس تمادت {#spc}فرأى في النفاق خيرَ طريق
ومشى زاهيًا بوجه ذليلٍ {#spc} مثقلَ السمْتِ بالهوان الطليق
قلتُ 'بُـؤْساك' قال 'عفوًا فإني {#spc} أشتهي العيش صافيًا ذا بريق
متعٌ كلها الحياةُ، فدعْني{#spc} لمتاعٍ ميسرٍ معشوق
ولماذا أعيش في الفقر عمري {#spc} وأُقضي الحياةَ في شر ضيق؟
أم تريدون أن أكونَ من الإخـ {#spc}وانِ أحيا في مصرَ كالمخنوق

لا تقل لي 'كرامة'؛ فالكراما {#spc} تُ هُراء، ما أنقذت من غريق
ما روتْ ظامئًا، ولم تمْحُ جوعًا {#spc} أو تخففْ عن بائس مسحوق
وغدًا تسمَعَنَّ عني فإني {#spc} سوف أغدو ذا منصِبٍ مرموق
قلت: يا ضيعةَ الرجالِ إذا عا {#spc} شوا بعِرضٍ مُقَيَّحٍ ممْزوق
لا تقل 'مسلمٌ'؛ فمن باع طوعًا{#spc} دينَه في هَوَى السقوطِ السحيق
لاعقًا نعلَ حاكم مستبدٍّ {#spc} رغبةً... رهبةً.. بلا تفريق
زاحفًا آثمًا بغيرِ ضميرٍ {#spc}لم يكن غيرَ مارقٍ زِنديق
عزَّ من عاش في الحياة كريمًا {#spc} وهواه الأبِيُّ في التحليق
وحد اللهَ، لم تعدْ بصديقي {#spc} فطريقُ النفاقِ ليس طريقي
والمنايا ولا الدنايا نشيدي {#spc} وصلاتي في مغربي وشروقي
والمعاني الكبارُ والعزة القعـ {#spc}ساءُ أمي ومهجتي وشقيقي
والزلال القَراحُ لو شِيبَ بالضيْـ {#spc} ـم لحرَّمْـتُه يبللُ ريقي
وحروقي ـ إن كان بلسمُها الذلَّ {#spc} 'فزيدي تقرُّحًا يا حروقي'
ودمي لو يهادنُ الظلمَ يومًا {#spc} برِئتْ منه ذمتي وعروقي

وحد اللهَ، إن طعمَ الرزايا {#spc} في مذاقِ الأُباةِ طعمُ الرحيق
وإذا الموت هلَّ بالعز أضْحَى {#spc}في عيونِ الإخوان نورَ الشروق
إنهَا عزةُ الإلهِ حباها {#spc} لنبي الهدى الأبيِّ الصدُوق
فعززنا بها كرامًا أباةً {#spc}عزةَ المسلمِ الأصيلِ العريق
ثم فاضت منارةُ الحق بالنـ {#spc} ـور وعزمِ الخليفةِ الصدِّيق
وانطوتْ رايةُ العبودةِ تنعَى{#spc} كلَّ باغٍ في هواه غريق
يوم دُك الإيوانُ إيوانُ كسرى{#spc} بجيوش الإيمان والفاروق
واسألَنْ خالدًا وسعدًا وعَمْرًا {#spc} هازِمِي الفرسِ قاهرِي الإغريق
وعلى دربهم مشينا حشودًا {#spc} بخطَى ثابتٍ وعزمٍ وثيق
تحت رايات أحمدٍ وهداهُ {#spc} وسنا المسجد الحرام العتيق
وشعارِ السيفين بينهما القر {#spc} آنُ نورٌ للنصر والتوفيق

وحد الله إن ديني متين {#spc} وشموخُ الأباةِ مالي وسوقي
بينما غاية الخسيس الدنايا {#spc}من طعامٍ ومنصبٍ وعقيق
فاعذُرَنِّي فسوف أبقى بريئًا {#spc} من فصيل التزوير والتزويق
واعذرني فلن أكون شريكًا {#spc} في فريق الكئوس والإبريق
مغرِقًا في النفاق من أجلِ أن أحـ {#spc} يا حياةَ التطبيلِ والتلفيق
بين كأسٍ دوَّارةٍ في انتشاءٍ {#spc} وصَبوحٍ ملعونةٍ وغَبوق
فَاطْلِقن البخورَ للوثنِ الموْ{#spc} كوسِ في قصره المَشِيد الأنيق
واسجدنَّ الغداةَ نذلا ذليلاً {#spc} في زفيرٍ مسبِّحٍ وشهيق
ولْتَدَعْنا نعيشُ قرآنَ حقٍّ{#spc} يملأ النفسَ بالضياءِ الدَّفوق
فبِهِ الحكمُ والعدالةُ أصلٌ {#spc} والمساواةُ في اقتضاءِ الحقوق
والجهادُ المريرُ أمضَى سبيلٍ {#spc} للمعالي وللسلامِ الحقيقي
في كيان موحَّدٍ مُتـنامٍ {#spc}كبناءٍ علا بغيرِ شُقوق
بينما الموتُ في سبيل إلهي {#spc} هو أُمنـيَّة التقيِّ المَشُوق
وحياةُ الشموخِ فرضٌ أكيدٌ {#spc} وانحناءُ الجباهِ شرُّ فُسوق
إنها شرعةُ الإله ارتضاها {#spc} لصلاح العبادِ والتوفيق

إن تقلْ: حسْبنا قوانينُ صِيغتْ {#spc} وبها كلُّ نافعٍ ودقيق
قلت: شتانَ بين شدْوٍ رقيق {#spc} ونعيبٍ مذُمَّمٍ ونَهيق
أو ظلالٍ معطَّراتِ الحواشي{#spc} وحَرورٍ مُلَـهَّبٍ كالحريق
أنت يا من غدوتَ في العين أقذا {#spc} ءً وعارًا وغُصَّةً في الحلوق
وحد الله واتركنَّ طريقي {#spc} فمن اليومِ لم تعد بصديقي
هاكَ عهدي وموثقي ويقيني {#spc} هاتفًا بالتُّـقَى وطُهرٍ صدوق
' لستُ من أحمدٍ إذا هنتُ يومًا {#spc} لا ولستُ بدينه بخليق
فالذي ينحني لغير إلهي {#spc} ليس بالمسلم الأصيل الحقيقي'

POET'S NOTES ABOUT THE POEM
كان زميل دراسة، وصاحبًا وصديقًا، وكنت آملاً في أن يكون
في صف الحق والحقيقة، ولكني ـ وأسفاه ـ رأيته
يلقي بنفسه في أحضان النفاق، ـ عن قناعة واقتناع ـ حرصًا
على الدنيا وزخرفها وبهارجها
فكان هذا الحوار
COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success