زيارة فوق العادة للخيول العربية Poem by جابر قميحة

زيارة فوق العادة للخيول العربية

سـعـيـتُ إلـيـكِ كطيفٍ جريحٍ {#spc} كـسـيـرَ الـفـؤاد حـزينًا عليلا
سـعـيـت يمزق خطوي الضياعُ {#spc} ومـا غـيـرُ شـوقي إليك الدليلا
لـكـيـمـا أعـانـق فـيك الإباء {#spc} وأتـلـوَ سِـفْـر عُـلاك الـجليلا
وأسـتـنـشـقَ الـعَـبَق اليعْربيَّ {#spc} وعـزمـا عـنـيـدا ومجدًا أثيلا
فـيـنْـداح يـأسـي ويذوي أساي{#spc} ولـكـنـنـي لـم أجـدْكِ الخيولا
ولـكـن بـقـايـا نعاج .. عجافٍ {#spc} مـفـكـكـةِ الـعزم تحْكي الطلولا
وفـي مـقـلـتـيـك ذبـابٌ مقيمٌ {#spc} لـيـمـتـصَّ منك البريقَ الأصيلا
ومـضـمـارك الفذ أضحى حلالا {#spc} لـمـن يـبـتـغيه، وقد كان غِيلا
أشـاهـد كـلـبًـا عـقورًا .. به {#spc} وذئـبًـا حـقيرًا .. وضبعًا هزيلا

فـنـامـي ونـامي، فلا الفجرُ لاح {#spc} ولـيـلـك يـبدو طويلا .. طويلا
وفـي سـاحـة الهول لا النقْعُ ثار {#spc} ولا 'خـالـد' جـاء يـحمي القبيلا
ولا 'سـعـدُ' قـام يـشق الصفوفَ {#spc} لـيـجـعـل جيش الأعادي فلولا
ولا الـرمـحُ سُـدد نـحو النحور {#spc} ولا الـسـيـف عاد حساما صقيلا
فـلـن تـسـمعي قعقعاتِ الرماح {#spc} ولـن تـسـمـعي لسيوفٍ صليلا
ولا تـعـجـبـي فَهُمُو .. كفنوها {#spc} بــأغـمـادِ ذل أبَـى أن يـزولا
وأنَّـى لـك الـيـوم أن تـنهضي {#spc} وإنـي أراك كـثـيـبًـا مـهيلا؟
ولـو قـد نـهـضتِ فما مِن غَنَاءٍ{#spc} وسـعـيـك مـا عـاد يُجدي فتيلا
ومـا قـيـمـةُ السعي إن لم يحقق{#spc} إبـاءً وضـربـا يُـروِّي الـغليلا

فـنـامـي، فليس سوى أن تنامي {#spc} ومـا عـدْتِ تـمـتـلكين البديلا
ولا تـحـلـمـي بـانطلاق جليل {#spc}يَـرُودُ الـسـنـا والذُّرا والسهولا
تـعـيـشـيـن فيه ابتسامَ الصباح {#spc}وشـمـسُ الأصيلِ تناجي الخميلا
وعـشـبـا نـديّـا لـذيذَ المذاق {#spc} وريـحـا رخِـيّـا وظلاً .. ظليلا
ولـحـنـا يـجـود به في الربيع {#spc} خـريـرُ مـيـاهٍ جـرت سلسبيلا
يـجـاوب فـيـه حفيفَ الغصون {#spc}وتـغـريـدَ حـسّـونِـها والهديلا

وإيـاكِ أن تـصـهـلي فالصهيلُ {#spc}سـيـحرمُك العشبَ عرضا وطولا
ولا تـضْـبـحي، فالضّباحُ سيغْدو{#spc} إذا مـا ضـبحت .. دمًا أو عويلا
هـو الـصمتُ: أصبح أعلى مقاما {#spc} وأجـدى مَـرامـا وأقْـومَ قـيـلا
وإيـاك أن تـحـلـمـي{#spc} .. بالإباء فـإن الإبـاء .. غـدا iiمـسـتحيلا
فـنـامـي وشُـدّي عـليك الغطاء {#spc} كـثـيـفًا .. كثيفًا .. ثقيلاً .. ثقيلاً
فـمَـنْ لـم يـنـم تاه منه الطريقُ {#spc} ونـال مـن الـكـرب حظًا وبيلاً
ولا تـسـألـيـنـيَ: أين الدليل؟ {#spc} فـقـد خـدع الـقـومُ عنك الدليلا
ولا تـسـألـيـنـيَ أين السبيل؟ {#spc} فـإنـيَ أيـضـا ضـللتُ السبيلا
فــهـذا زمـان الـدعـيِّ الـذي{#spc} بـه حَـرَمـوا الحرَّ حتى الرحيلا
وفـيـه اخـتفت مكرُماتُ الرجال{#spc} وأنـكـر كـلُّ خـلـيـلٍ خـليلا
وعـاش بـه الـحر يخشى الحياةَ {#spc} ويـخـشى المماتَ ويخشى المقِيلا
ويـخـشـى أنـامـلَـه إنْ سـها {#spc} فـتُـرديـهِ غـدْرا بـخـنقٍ قتيلا

حـنـانـيـك نامي وشدي الغطاء {#spc} ولـو كـان نـسج الغطاء الوحولا
فـإنـي رأيـت الـخـزايا تسود {#spc} وشـاهـدت 'عـنـتر' عبدًا ذليلاً
وقـد مـات فـي شـفتيه القصيد {#spc} عـلـى جـلده السوط يهوى مهولا
يـنـادَى عـلـيـه 'أمن يشتريه'؟ {#spc} ويـدفـع فـيـه الـبخيس القليلا
و'طـارق شـد عـلـيـه الـوثاق {#spc} يـعـذب فـي الـسجن حتى يميلا
ويـنـكـرَ مـا صـاغه من فتوح {#spc} وحـقـق فـيـهـا انتصارًا جليلا
ويـحـنـيَ قـامـتَـه .. للدعيِّ {#spc} ويـتـركَ 'لُـذْريـقَ' كيما يصولا

وشـاهـدتُ 'حـاتـم' عند القمامةِ {#spc} يـنـشـد فـيـهـا فـتاتًا هزيلا
يـغـمِّـسُـه فـي دمـوع الهوا{#spc}ن وقـد كـان بـالفضل بَرًّا وَصولا
فـمِـنْ قـبْـلُ شُدَّتْ إليه الرحالُ {#spc}لـيُـقْـرِي الـجياعَ، ويأسو العليلا
فـواحـسـرتـا لأمـير الكرام{#spc} وقـد بـات يـسـأل نـذلاً بخيلاً

فـنـامي، ونامي , ونامي الغَداةَ{#spc} ونـامـي الـليالي، ونامي الأصيلا
فـسُـوَّاسـك الـيوم غرقى المنام {#spc} رأيـتُ الـمـخـازي عليهم سُدولا
ذريـهـم نـيـامـا، ففي نومهمْ{#spc} تـنـام الـمـظالم .. عنا .. قليلاً
فهم إن صحَوا ـ لحظة ـ يُـرْكبوا {#spc} ويُـبـدُوا لـمن يَركبون .. القبولا
ولا يـكـتـفـون بـهذا القبول {#spc} فـيـهدونه ـ بعدُ ـ شكرًا جزيلا
ولـيـس لـهم غيرُ أن يُـرْكبوا{#spc} فـقـد سُـلِـبُوا عِرضَهم والعقولا
وراكـبـهـم .. كان في أرضِنا{#spc}ـ وما زال ـ لصًا .. بغيًا .. دخيلاً
وسـارَ بِـهـم يـستبيحُ الحرام{#spc} مُـذِلاً بـهـم نـجْدَنا .. والسهولا
يـمـيـلـون فـي ذلـةٍ وانكسارٍ {#spc} إذا شـاء ـ في صَلَفٍ ـ أن يميلا
ولـو شـاء وجَّـهـهـم {#spc} لليمين كـذا لـلـيـسار .. عقورا iiصئولا
تُــبـارك كـفَّـاهُ أقـفـاءَهـم {#spc} فـصـارتْ لـكفيه تَحكي الطبولا
ولـو شـاء داسـهـمـو بـالنعال {#spc} ولا يـسـتـحـي فوقهم أن يبولا
نـسـوا مشهدَ الرَّوْعِ في النازلاتِ {#spc} وكـيـف يَـسُـلّـون سيفًا صقيلا
يَـروْن الـتـنـازل طـبعَ الكرام {#spc}وخـوضَ الـمـعاركِ غدرًا وبيلا

خـيـولَ الـعـروبةِ، واحسرتاه {#spc}لـقـد أصـبـح العار خُلْـقا نبيلا
ولـو جُـمِـعَ الـعـارُ حتى يُقاسَ {#spc} بـعـارهـمـو كـان عارًا ضئيلا
أأبـكـي عـلـيكِ؟ أأبكي عليهم؟ {#spc} أأبـكـي عـلـيـنا البكاءَ العويلا؟
ولـو شـئـتُ.. لن أستطيعَ البكاء{#spc} فـحـتـى الـبـكاء غدا مستحيلا
فـقـد نـفـدَ الـدمـع من مقلتيَّ {#spc} ومـجـراهـما جَفَّ عن أن يسيلا
ومـن يـبْـكِ صـار عَدوَّ النظام{#spc} و 'مـزدريـا'.. لا يراعي الأصولا
وأمَّـا الـنـقـابـيّ ـ يا ويلَهُ ـ {#spc}فـعَـدُّوهُ 'مـخـتـرِقًـا' أو عميلا

خـيـولَ الـعـروبةِ، واحسرتاه!! {#spc} أجـيـبـيـ: متى تملكين البديلا؟
بـعـهـدٍ.. يـغـايـر عهد الدعيِّ {#spc} نـعـيـش بـه الانـتصارَ الجليلا
ونـهـتـفُ 'يـا خيلَ ربي اركبِي' {#spc} ويـرجـعُ خـالـدُ يـحمي القبيلا
و'سـعـد' يـعـود يشقّ الصفوفَ{#spc} ويـجـعـل جـيش الأعادي فلولا
ويـسـحـق سُـواسَـك الخائنين {#spc} ومـن عـاش نـذلاً جـبانًا جَهولا
متى ـ يا خيولُ ـ متى ـ ترجعينَ {#spc} كـما كنتِ - مِنْ قبلُ حقًا - خيولا؟

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success