إلام تجن الحادثات وتظلم Poem by أحمد محرم

إلام تجن الحادثات وتظلم

إلام تجن الحادثات وتظلم {#spc} وحتى متى تبغي العداة وتظلم
حملنا من الأيام ما لا يطيقه {#spc} أبانٌ ولا يقوى عليه يلملم
نوائب تتلوها إلينا نوائبٌ {#spc} صعاب تهد الراسيات وتهدم
إذا نحن قلنا قد تولت غيومها {#spc} توالت علينا ترجحن وتسجم
ظللنا لها ما بين باكٍ دموعه{#spc} تسيل وشاكٍ قلبه يتضرم
جزى الله ما يجزي المسيئين معشراً {#spc} تمادت بنا شكوى الإساءة منهم
أتوا مصر ضيفاناً أطلنا قراهمو {#spc} وإكرامهم والحر للضيف يكرم
فما برحوا يأتون كل عظيمة ٍ {#spc} فنغضي ويأبون الجميل فنحلم
أهذا جزاء المحسنين وفوا به {#spc} فيا بئسما يجزي اللئيم المذمم
بذلنا لهم أرياً وجاءوا بعلقمٍ {#spc} وهل يستوي الضدان أريٌ وعلقم
نقيضان هذا مر في الذوق مطعماً {#spc}فمج وهذا قد حلا منه مطعم
لئامٌ لقوا منا كراماً لقوهمو {#spc} بأحلام عادٍ يلأمون ونكرم
همو زعموا أنا ضعافٌ فضاعفوا {#spc}أذانا وكم من مخطئ حين يزعم
يزيد الأذى منهم فيزداد حلمنا {#spc} ويعظم وقع الخطب فينا فنعظم
وجاروا وماروا واعتدوا وتمردوا {#spc} وجالوا وصالوا وازدروا وتهضموا
وعادوا وكادوا واستبدوا وعاندوا {#spc} وخانوا ومانوا واستطالوا وأجرموا
ولم يتركوا شيئاً لنا من بلادنا {#spc} نلذ به بين الأنام وننعم
نعم تركوا آلام حزنٍ مبرحٍ {#spc} بها كل قلبٍ من بني مصر مفعم
كفى حزناً أنا نرى مصر أصبحت {#spc} بعين بنيها وهي نهبٌ مقسم
تناديهمو كي يدركوها ولا أرى {#spc}سوى محجمٍ يعتاق ساقيه محجم
بني مصر هيا قد تمادى جثومكم {#spc} أأنتم إلى يوم القيامة جثم
بني مصر هذي مصر تبكي مصابها {#spc}ألا مشفق يحنو عليها ويرحم
بني مصر هذي مصر قد ساء حالها {#spc} وأسوأ حالاً لو تفيقون أنتم
بني مصر قد أوردتمو مصر مورداً {#spc} يذيق الردى وراده لو علمتم
أسأتم إليها جاهدين وأنتمو {#spc} بنوها فهلا للعداة أسأتم
فيا ليتها من قبل كانت عقيمة ً {#spc} ويا ليتها في مقبل الدهر تعقم
فما ثاكل شمطاء أمسى وحيدها{#spc} تخرمه صرف الردى المتخرم

رهين بلى ً قد حل في جوف حفرة ٍ {#spc}يسد عليها بالرجام ويردم
تولت بقلبٍ موجعٍ لفراقه {#spc} تشق عليه الجيب حزناً وتلطم
يقرح جفنيها لطول بكائها {#spc} دموعٌ سخيناتٌ يعندمها دم
بأعظم من مصر اكتئاباً وحسرة ً {#spc}وقد زال عنها عزها المتصرم
لقد هرمت مصر ونزعم أنها {#spc} فتاة ٌ فهل أدعى فتى ً حين أهرم
بدا ظهرها بعد الشباب مقوساً {#spc} وقد كان قبل الشيب وهو مقوم
ولو أسفرت عن وجهها لبدت لنا{#spc} حقيقتها لكنها تتلثم
إذا حاولت مصرٌ إلى المجد نهضة ً {#spc} أبى ذاك عظمٌ واهنٌ متهشم
أتلك فتاة ٌ يا بني مصر إنكم {#spc} توهمتمو هذا فخاب التوهم
وفلاح مصرٍ كم توالت مصائبٌ {#spc} عليه تلقى شرها وهو مرغم
رأى القوت من هم الحياة فباعه {#spc} يخاف أذاهم وانثنى يتألم
له صبية ٌ خمص البطون كأنهم {#spc} جوازل وكرٍ ما لها فيه مطعم
وبادية الثديين أخلق ثوبها {#spc} وأبلاه بعد الحول حول مجرم
توجع تبغي بعد عامين غيره {#spc} حفاظاً على العورات والمرء معدم
يقول لها لا ترفعي الصوت واجعلي {#spc} لباسك حسن الصبر ما ثم درهم
مغارم شتى لا تزال تصيبني {#spc} إذا مغرم منها انقضى جاء مغرم
نمارس أنواع الشقاء وغيرنا {#spc} بما نحن نجني دوننا يتنعم
نبيع ببخسٍ ما علمت ونشتري {#spc} من القوم لا بالبخس ما نحن ننجم
فلو أن في مصرٍ مصانع لم يكن {#spc} كمغنم أهليها على الدهر مغنم
بلادٌ يفيض الخير فيها وتشتكي {#spc} وشعبٌ يفوز الأجنبي ويحرم
ألا ليت هذا الدهر يعكس سيره {#spc}فيعتاد مصراً عهدها المتقدم
لقد كان عيداً للبلاد وموسماً {#spc} تسر به لو دام عيدٌ وموسم
ترقت بروج العز فيه بواذخاً {#spc}لها من صميم العزم والحزم سلم
أتى بعده عهدٌ وعهدٌ كلاهما {#spc}أضر وأنكى للبلاد وأشأم
كفى حزناً أن المدارس أصبحت{#spc} دوارس فيها للبلى متخيم
أرى أمة ً حيرى يظل سوادها {#spc} صريع العمى والجهل ما يتعلم
ألا مصلح يبني الحياة لقومه {#spc} ألا منقذ يحمي البلاد ويعصم
سما من سما بالعلم واعتز بالحجى {#spc} من اعتز فينا والذين تقدموا
رأيت سنام المجد لا يستطيعه {#spc} بلا أدبٍ يسمو به المتسنم
وكيف تنال المجد في الناس أمة ٌ {#spc} أزمتها للإنكليز تسلم
أنطمع كالأحياء في نيل بغية ٍ {#spc} وأعداؤنا تقضي علينا وتحكم
ولم أر كالسودان أبعث للأسى {#spc}وإن لج في ترنامة المترنم
أكانوا عداة ً فابتدرنا قتالهم {#spc} وصاولهم منا الخميس العرمرم
دهمناهمو لا بل دهمنا نفوسنا {#spc} فهلا علمنا أينا كان يدهم
سيوف لغير الله سلت عليهمو {#spc} تطبق فيهم مرة ً وتصمم
تمنى لو أن الحامليها تثلمت {#spc}سواعدها أو أنها تنثلم
ومشتجرات في الصدور نوافذٌ {#spc} تود تقى ً لو أنها تتحطم
فيا عجباً للدهر كيف يضمنا {#spc} وإخواننا الأدنين في الحرب مأزم
ألا حرمة وافى بها الدين تتقى {#spc} ألا رحم أوصى بها الله ترحم
كأني بأرواحٍ قضت شهداؤها {#spc} تسامى إلى ديانها تتظلم
لعمري لقد غيظت لسوء صنيعنا {#spc} ملائكة الجبار فهي تدمدم
تجدلت الحامون منا ومنهمو{#spc} وحدثت الناعون عنا وعنهم
فمن لنساءٍ قد شجاها التأيم {#spc} ومن لصغارٍ قد دهاها التيتم
يهنئنا قومٌ بهذا وإنما{#spc} يهنأ من يغزو العدو فيغنم
علام أرى الغاوين تسدي وتلحم {#spc}وتنثر في مدح العداة وتنظم
ألا قاتل الله المقطم إنه {#spc} ليوشك أن يندك منه المقطم
نود له أن يهتدي من ظلاله {#spc} فيأبى وأن يحذو الكرام فيلأم
وكيف يرى سبل الهداية مبغضٌ {#spc} لها مستهامٌ بالغواية مغرم
يدب يقول السوء في مصر جاهداً {#spc} كما دب ليلاً ينفث السم أرقم
ألم يدر أن الصدق أهدى طريقة ً {#spc}وأجدى وأن الحق أقوى وأقوم
تمنى العدى أن تستبيح بلادنا {#spc} منى ً دونها ذو لبدتين غشمشم
شتيمٌ تحامى الضاريات {#spc}عرينه يكشر عن أنيابه ويصلقم
منى دونها غيث البلاد وغوثها {#spc} مليك الورى عبد الحميد المعظم
أجل الملوك الصيد في الفضل رتبة ً {#spc} وأقوم رأياً في الخطوب وأحزم
له عزماتٌ ماضياتٌ متى ترم {#spc} مراماً تحاماها القضاء المحتم
يبيت الدجى يرعى الرعايا بفكرة ٍ{#spc} حكت منه طرفاً كالئاً ما يهوم
هو المرتجى للملك يحمي ذماره {#spc} ويدحر عنه المعتدين ويدحم
ورأيٍ له أمضى غراراً ومضرباً {#spc} من السيف لا ينبو ولا هو يكهم
تغض به هام الأعادي إذا عتت {#spc}وتجذم أسباب العوادي وتخذم
أمولاي رحماك التي أنت أهلها {#spc} فحتى متى نبدي الشكايا ونكتم
يصرح بالشكوى لعلياك معشرٌ {#spc} ويخشى الأعادي معشرٌ فيجمجم
أمضت جراحات الخطوب قلوبنا {#spc} وليس لها في غير كفيك مرهم
أما للشياطين التي قد تمردت {#spc} بأرضك شهبٌ من سمائك رجم
غياثك يا رب البلاد لأمة ٍ {#spc} يهدم عالي مجدها ويهضم
غياثك إنا قد سئمنا حياتنا {#spc} ومثل حياة الحر في مصر تسأم
غياثك قد ضاق الخناق وحشرجت {#spc} نفوسٌ إذا استبقيتها تتلوم
بقيت لهذا الملك تدفع دونه{#spc} وتمنع أمر المسلمين وتعصم
ولا زلت يا روح الخلافة سالماً {#spc}فأمنية الإسلام أنك تسلم
ولا برح البيت الذي أنت شائدٌ {#spc} من المجد فينا وهو بيتٌ محرم

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success