العنقاء Poem by إيليا أبو ماضي

العنقاء

أنا لست بالحسناء أول مولع {#spc} هي مطمع الدنيا كما هي مطمعي
فاقصص علّي إذا عرفت حديثها {#spc}واسكن إذا حدّثت عنها واخشع
ألمحتها في صورة ؟أشهدتها {#spc} في حالة؟ أرايتها في موضع؟
إني لذو نفس تهيم وإنها {#spc} لجميلة فوق الجمال الأبدع
ويزيد في شوقي إليها أنها {#spc} كالصّوت لم يسفر ولم يتقنّع
فتّشت جيب الفجر عنها والدّجى {#spc} ومددت حتى للكواكب إصبعي
فاذا هما متحيران كلاهما {#spc} في عاشق متحير متضعضع
وإذا النجوم لعلمها أو جهلها {#spc} مترجرجات في الفضاء الأوسع
رقصت أشعتها على سطح الدجى {#spc} وعلى رجاء فيّ غير مشعشع
والبحر... كم سائلته فتضاحكت {#spc} أمواجه من صوتي المتقطّع
فرجعت مرتعش الخواطر والمنى {#spc} كحمامة محمولة في زعزع
وكأنّ أشباح الدهور تألبت {#spc} في الشطّ تضحك كلّها من مرجعي
ولكم دخلت إلى القصور مفتشا {#spc}عنها ، وعجت بدراسات الأربع
إن لاح طيف قلت: يا عين انظري{#spc} أو رنّ صوت قلت: يا أذن اسمعي
فإذا الذي في القصر مثلي حائر{#spc} وإذا الذي في القفر مثلي لا يعي
قالوا: تورّع ، إنها محجوبة{#spc} إلاّ عن المتزهّد المتورّع
فوأدت أفراحي وطلّلقت المنى {#spc} ونسخت آيات الهوى من أضلعي
وحطمت أقداحي ولما أرتو {#spc} وعففت عن زتدي ولما أشبع
وحسبتني أدنو إليها مسرعا{#spc} فوجدت أني قد دنوت لمصرعي
ما كان أجهل نصّحي وأضلّني{#spc} لما أطعتهم ولم أتمنّع
فكأنني البستان جرّد نفسه {#spc} من زهرة المتنوّع المتضوّع
ليحس نور الشمس في ذرّاته {#spc} ويقابل النسمات غير مقنّع
فمشى عليه من الخريف سرادق{#spc} كالليل خيّم في المكان البلقع
وكأنني العصفور عرّى جسمه {#spc} من ريشه المتناسق المتلمّع
ليخفّ محمله، فخرّ إلى الثرى {#spc}وسطا عليه النمل غير مروّع
وهجعت أحسب أنها بنت الروءى{#spc} فصحوت أسخر بالنيام الهجّع
ليست حبورا كلها دنيا الكرى{#spc} كم مؤلم فيها بجانب مفزع
تخفي أمانّي الفتى كهمومه {#spc} عنه ، وتحجب ذاته في برقع
ولربما التبست حوادث يومه {#spc}بالغابر الماضي وبالمتوقّع
يا حبّذا شطط الخيال وإنما {#spc} تمحي مشاهده كأن لم تطبع
لما حلمت بها حلمت بزهرة {#spc} لا تجتنىء، وبنجمة لم تطلع
ثم انتبهت فلم أجد في مخدعي {#spc}إلا ضلالي والفراش ومخدعي
من كان يشرب من جداول وهمه{#spc} قطع الحياة بغلة لم تنقع
ذهب الربيع فلم تكن في الجدول {#spc} الشادي، ولا الروض الأغنّ الممرع
وأتى الشتاء فلم تكن في غيمه {#spc} الباكي، ولا في رعده المتفجع
ولمحت وامضة البروق فخلتها {#spc}فيها، فلم تك في البروق اللمّع
صفرت يدي منها وبي طيش الفتى {#spc} وأضلني عنها ذكاء الألمعي
حتى إذا نشر القنوط ضبابه {#spc}فوقي ، فغيّبني وغيّب موضعي
وتقطّعت أمراس آمالي بها {#spc} وهي التي من قبل لم تتقطّع
عصر الأسى روحي فسالت أدمعا {#spc}فلمحتها ولمستها في أدمعي
وعلمت حين العلم لا يجدي الفتى {#spc} أنّ التي ضيّعتها كانت معي

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success