الى الشبان المتفرّجين Poem by إيليا أبو ماضي

يا أيّها الشّرق انظر إلى {#spc}القوم الذين شددت أزرك فيهم
ما زلت تكلأهم بطرف ساهر {#spc} يحيي الظلام و هم هجود نوّم
و الغرب يرنو خافا {#spc} أجدادهم و يودّ لو لم ينعموا
حتى إذا طرّت شواربهم و بات {#spc} من الشباب لهم طراز معلم
خرجوا عليك و أنت لا تدري و هم {#spc}لا يشعرون و لو دروا لتندّموا
يا طالما مثلوا لديك كأنّهم {#spc} أذد الشّرى فنسيت أنّك تحلم
ورجوت ما يرجوه كلّ أب لدى {#spc} أبنائه / أنّ العقوق مذمّم
و لطالما شدت القصور من المنى {#spc} خاب الرّجاء و ساء ما تتوهّم
ألهتهم الدّنيا فهذا بالطّلى {#spc} صبّ و هذا بالحسان متيّم
و الخمر فاتكة بناعم{#spc} ترف يكاد من النّسائم يسقم
قد أصبحوا وقفا على شهواتهم {#spc} يستسلمون لها و لا تستسلم
لم يفهموا معنى الحياة و كنهها {#spc} إنّ البليّة أنّهم لم يفهموا
فليقلعوا عن غيّهم إنّي أرى {#spc}خور الشيوخ بهم و لمّا يهرموا
قد قلّدوا الغربيّ في آفاقه {#spc} تقليده الشّرقيّ فيما يعصم
فتنتهم لغة الأعاجم إنّما {#spc} لغة الأعاجم منهم تتبرّم
أمسى الذي تهدى إليه لآليء {#spc} و كأنّما هو بالحجارة يرجم
لا تعذل الشعراء إن بخلوا به {#spc} إنّ القريض على الغبيّ محرّم
بتنا و بات الشّرق يمشي {#spc}القهقرى مع ذاك نحسب أنّنا نتقدّم