مصر و الشام Poem by إيليا أبو ماضي

مصر و الشام

البلبل السجين يا ربّ بلا {#spc}سناء كأنّما بدره يتيم
مشى به اليأس في الرّخاء {#spc} كأنّه النار و الهشيم
ليت الدّجى رقّ للمحبّ {#spc} أو ليت لي مهجة حجر
أقضّ هذا الفراش جنبي كأنّ في مضجعي الإبر
هل بك يا نجم مثل كربي ؟ {#spc}أم أنت من طبعك السّهر ؟
سهرت شوقا إلى ذكاء ؟ {#spc}أم عندك المقعد المقيم ؟
أبكي و تصغي إلى البكاء {#spc}يا ربّ ! هل تعشق النجوم ؟
قد نال فرط السّهاد منّي {#spc} و اشتاق طرفي إلى الهجوع
و قرّح الجفن ماء جفني {#spc} في الحبّ ما فاض من دموعي
و شاب رأسي من التّجنّي {#spc} ياليت ذا الشّيب في الولوع
لعلّ في سلوتي شفائي {#spc} هيهات . داء الهوى قديم
ما يحسب الناس في ردائي ؟{#spc} في بردتي هيكل رميم
قد طال يا ليل فيك صبري {#spc} و أشبهت ساعك القرونا
فقل لهذي النجوم تسري {#spc}أو إسأل الصّبح أن يبينا
و إن تشأ أن تكون قبري {#spc} فكن كما شئت أن تكونا
في سكون إلى البلاء {#spc}قد يألف العلّة السّقيم
من كان في قبضة الهواء {#spc} هان على نفسه النّسيم
قرّب بين الضّنى و جسمي{#spc} ما أبعد النّوم عن جفوني
يا ليل فيك الرّقاد خصمي {#spc} يا ليل ما فيك من معين
سوى شج همّه كهمّي{#spc} ينشد و اللّيل في سكون
أيمرح البوم في الخلاء {#spc} و تمسك البلبل الهموم ؟
هذا ضلال من القضاء {#spc} فلا تلمني إذا ألوم
يا سيّد المنشدين طرّا {#spc} و صاحب المنطق المبين
لو كنت بوما أو كنت نسرا {#spc} ما بتّ في أسرك المهين
خلقت لما خلقت ، حرّا {#spc} فزجّك الحسن في السّجون
و أطلق البوم في الفضاء {#spc} زعم الورى أنّه دميم
و أنّه غير ذي رواء {#spc}و لا له صوت الرّخيم
تيّمك الروض فيه حتّى {#spc} تخذت باحاته مقاما
رأيت فيه النعيم بحتا {#spc} و لم تر عنده الأناما
مدّوا الأحابيل فيه شتّى {#spc} أقلّها يجلب الحماما
لو كنت كالبوم في الجفاء {#spc}ما صادك المنظر الوسيم
أصبحت تبكي من الشّقاء {#spc} ليضحك الآسر المضيم
و المرء وحش فإن ترقّى {#spc}أصبح شرا من الوحوش
فخفه حرّا و خفه رقّا {#spc} و خفه ملكا على العروش
فالشرّ في الناس كان خلقا{#spc} و أيّ طير بغير ريش ؟
ما قام فيهم أخو وفاء {#spc} يحفظ عهدا و لا رحيم
فكلّ مستضعف مرائي{#spc} و كلّ ذي قوّة غشوم
إن كان للوحش من نيوب {#spc} فالناس أنيابهم حديد
ما كان ، و الله ، للحروب {#spc} لولا بنو آدم وجود
لو امّحى عالم الخطوب {#spc} لقام منهم لها معيد
قد نسبوا الظلم للسماء {#spc} و كلّهم جائر ظلوم
لم يخل منه أخو الثّراء{#spc} و لا الفتى البائس العديم
أعجب ما في بني {#spc}التراب قتالهم فوقه عليه
قد صيّر و الأرض كالكتاب {#spc} و انحشروا بين دفّتيه
و استعجلوا الموت بالعذاب {#spc} و كلّهم صائر إليه
ما خاب داع إلى العداء {#spc} و لم يفز ناصح حكيم
ما رغب الناس في الفناء{#spc} لكنّما ضاعت الحلوم
لو لم يك الظلم في الطّبائع {#spc} ما استنصر العاجز العداله
لو عدلت فيهم الشرائع {#spc} ما استحدثوا للقتال آله
عجبت للقاتل المدافع {#spc}جزاؤه الموت لا محاله
لكنّما سافكو الدماء {#spc} يوم الوغى قادة قروم
و هكذا المجرم الدائي {#spc} في عرفهم فاتح عظيم
أقبح من هذه الضّلاله {#spc} أن يحكم الواحد الألوفا
و يدّعي الفضل و النّباله {#spc} من يسلب العامل الرّغيفا
يا قوم ما هذه الجهالة{#spc} قد حان أن تنصفوا الضّعيفا
فراقبوا ذمّة الإخاء{#spc} و لتنس أحقادها الخصوم
لا تتبعوا سنّة البقاء{#spc} فإنّها سنّة ظلوم

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success