النيل عبدك والمياه جواري Poem by خليل مطران

أَلنِّيلُ عَبْدُكَ وَالمِيَاهُ جَوَارِي {#spc} بِاليُمْنِ وَالبَرَكَاتِ فِيهِ جَوَارِ
أَمَّنْتَهُ بِمَعَاقِلٍ وَجَوَارِي {#spc} وَجَعَلْتَهُ مُلْكاً عَزِيزَ جِوَارِ
أُنْظُرْ سَفَائِنَكَ الَّتِي سَيَّرْتَهَا {#spc} فِيهِ كَأَطْوَادٍ عَلَى التَّيَّارِ
وَانْظُرْ جُنُودَكَ فِي الفَلاَةِ تحَمَّلُوا {#spc} شَرَّ العِقَابِ لأُمَّةٍ أَشْرَارِ
حَصَرُوا العَدُوَّ فَمَا وَقَتْهُ حُصُونُهُ {#spc} مِنْ بَأْسِهِمْ وَكَثَافَةُ الأَسْوَارِ
يَفْنَى بِمَقْذُوفَاتِهِمْ حَرْقاً كَمَا تَفْنَى{#spc} الفَرَائِسُ وَالسِّبَاعُ ضَوَارِ
وَيُدَمِّرُ النَّسَّافُ شُمَّ قِلاَعِهِ{#spc} فَيُثِيرُهَا منْثُورَةً كَغُبارِ
وَيَدُكُّ مِنْ شُوسِ الرِّجَالِ مَعَاقِلاً {#spc} فَيَظَلُّ شَكْلُ المَوْتِ شَكْلَ دَمَارِ
مَنْ لَمْ يُبَدْ بِالسَّيْفِ مِنْهُمْ وَالقَنَا{#spc} فَهَلاَكُهُ بِالمَاءِ أَوْ بِالنَّارِ
قوْمٌ بَغوْا فَجَنَوْا ثِمَارَ فَسَادِهِمْ {#spc} بِالمُوبِقَاتِ وَتِلْك شَرُّ ثِمَارِ
وَلَوِ الزَّمَان أَرَادَ عَادُوا خُضَّعاً {#spc} لِجَمِيلِ رَأْيِكَ عَوْدَ الاسْتِغْفَارِ
لَكِنْ أَبَى لَكَ أَنْ تَفُوزَ مُسَالِماً {#spc} وَقَضَتْ بِذلِكَ حِكْمَةُ الأَقْدَارِ
فسَقَيْتَ صَادِئَةَ النِّصالِ دِمَاءَهُمْ {#spc} وَكَفيْتَ خَيْلَك دَاءَ الاسْتِقْرَارِ
بِالأَمْسِ كَانُوا دَوْلَةً مَعْدُودَةً {#spc} وَاليَوْمَ هُمْ خَبَرٌ مِنَ الأَخْبَارِ
بِالأَمْسِ كَانُوا سَادَةً وَاليَوْمَ هُمْ {#spc} بَعْضُ العَبِيدِ بِصُورَةِ الأَحْرَارِ
بِالأَمْسِ يَمْلِك فِي الرِّقَابِ أَمِيرُهُمْ {#spc} وَاليوْمَ يَمْلِكُ نَفْسَهُ بِفِرَارِ
صَغُرُوا لَدِيْكَ فَلَمْ تَسِرْ لِقِتَالِهِمْ {#spc} وَهُمُ الكِبَارُ رَمَيْتَهُمْ بِكِبَارِ
وَمضَيْتَ تَمْلِكُ أَمِيرُهُمْ مِنْ قَبْلمَا{#spc} شَبَّ النَّزَالُ وَآذَنُوا بِبَوَارِ
تَجْرِي بِسَيِّدِ مِصْرَ فُلكٌ ضَمَّهَا {#spc} فُلكٌ مِنَ الدَّأْمَاءِ غَيْرُ مُدَارِ
سَيَّارَةٌ جُنْحَ الظَّلاَمِ مُنِيرَةٌ فِي {#spc}الأُفقِ مِثْلَ الكوْكَبِ السَّيَّارِ
أَوْ يَسْتَقِلُّ بِهِ مُغَيرٌ مُنْجِدٌ{#spc} جَوَّابُ آفَاقٍ كَبَرْقٍ وَارِي
تَتَقَذَّفَ النِّيرَانُ مِنْهُ كَأَنَّهُ{#spc} أَسَدٌ مُثَارٌ فِي طِلاَبِةِ ثَارِ
سِرْ كَيْفَ شِئْتَ لَكَ القُلُوبُ مَنَازِلٌ {#spc} أَنَّى انْتَقَلْتَ فَمِصْرُ فِي الأَمْصَارِ
واطْوِ المَغَارِبَ خَافِياً لَوْ أَنَّهَا {#spc} تُخْفِي عُلاَكَ مَطَالِعُ الأَنْوَارِ
وَتَلَقَّ فِي دَارِ الخِلاَفَةِ مُشْرِفاً {#spc} مَا شِئْتَ مِنْ شَرَفٍ وَمِنْ إِكْبَارِ
وَارْجِعْ إِلَى الدَّارِ الَّتِي أَوْحشْتَهَا {#spc} عَوْدَ الرَّبِيعِ إِلَى رُبُوعِ الدَّارِ
وَاهْنَأْ بِأَبْهَجِ مُلْتَقى مِنْ أُمَّةٍ {#spc} تهْوَاك فِي الإِعْلاَنِ وَالإِسْرارِ
حَلَّتْ سَرَائِرُهُمْ سَوَادَ عُيُونِهِمْ {#spc} شَوْقاً إِليْكَ فَثِرْنَ فِي الأَبْصَارِ
أَهْلاً بِرَبّ النِّيلِ وَالوَادِي بِمَا{#spc} فِيهِ مِنَ الأَرْيَافِ وَالأَقْطَارِ
بِالعَازِمِ العزمَاتِ وَهيَ صَوَادِقٌ {#spc} وَمُعَاقِبِ الظُّلُمَاتِ بِالأَسْحَارِ
بِالفاتِحِ البَانِي لِمِصْرَ مِنَ العُلَى{#spc} صَرْحاً يُزَكِّي شَاهِدَ الآثَارِ
وَمُعَقِّبِ الفَخْرِ التَّلِيدِ بِطَارِفٍ {#spc} لَوْلاَهُ كَادَ يَكُونَ سُبَّةَ عَارِ
فَخْرٌ تَحَوَّلَ مَهْدُهُ لَحْداً لَهُ {#spc} زَمَناً وعادَ اليَوْم مَهْدَ فَخارِ