يا قائد القوم Poem by إيليا أبو ماضي

يا أيّها الشعر أسعفني فأرثيه {#spc} و يا دموع أعينيني فأبكيه
بحثت لي عن معزّ يوم مصرعه {#spc} فلم أجد غير محزون أعزّيه
و ما سألت امرءا فيما تفجّعه {#spc} إلاّ و جاوب - ' إنّي من محبّيه '
كأنّما كلّ إنسان أضاع أخا {#spc} أو انطوت فجأة دنيا أمانيه
فذا أساه لهيب في أضالعه {#spc} و ذا أساه دموع في مآقيه
فهل درى أيّ سهم في قلوب رمى {#spc} لما نعاه إلى الأسماع ناعيه ؟
يا شاعر الحسن هذا الروض قد طلعت {#spc} فيه الرياحين و افترّت أقاحيه
و شاع ' أيّار ' عطرا في جوانبه {#spc} و نضرة و اخضرارا في روابيه
فأين شعرك يسري من نسائمه ؟ و{#spc} أين سحرك يجري في سواقيه ؟
هجرته فامّحت منه بشاشته {#spc} مات الهوى فيه لمّا مات شادية
أغنى عن الدّرّ في القيعان مختبئا {#spc} درّ يساقطه الحدّدا من فيه
و كان للسحر تأثيره فأبطله {#spc} بالسحر يجري حلالا في قوافيه
بلاغة ' المتنبّي ' في مدائحه ، {#spc} و دمع ' خنساء صخر ' في مراثيه
لا يعذّب الشعر إلاّ حين ينظمه {#spc} أو حين ينشده ، أو حين يرونه
و يا طبيبا يداوي الناس مع علل{#spc} داء الأسى اليوم فيهم من يداويه ؟
أمسى الذي كان يشجينا و يطربنا {#spc} لا شيء يطربه ، لا شيء يشجيه
لقد تساوى لديه شدو ساجعة {#spc} و صوت نائحة في الحيّ تبكيه
صارت لياليه نوما غير منقطع {#spc} و لم تكن هكذا قبلا لياليه
قد كان نبراسنا في المعضلات إذا {#spc} ما ليلها جنّ واربدّت نواصيه
فمن لنا في غد إن أزمة عرضت {#spc} و ليس فينا أخو حزم يضاهيه
من للحزين يواسيه و يسعده {#spc} و للمريض يداويه فيشفيه
يا قائد القوم إن تسأل فإنّهم {#spc} باتوا حيارى كإسرائيل في التيه
لمّا رأوك مسجّى بينهم علموا {#spc} ما العيش غير أخاييل و تمويه
يا رزق ، قلبي عليك اليوم منفطر {#spc} و كلّ قلب كقلبي في تشطّيه
لم يحو نعشك جسما لا حراك به {#spc} بل أنت آمالنا موضوعة فيه
غدا يواريك عن أبصارنا جدث{#spc} لكنّ فضلك لا شيء يواريه