ماذا المصاب الذي اهتزّت له الأمم Poem by إبراهيم المنذر

ماذا المصاب الذي اهتزّت له الأمم

ماذا المصاب الذي اهتزّت له الأمم {#spc} وغاب فيه الضّيا فاشتدّت الظّلم
ماذا المصاب الذّي أصمى القلوب {#spc} أسى وضاق في وقعه عن وصفه الكلم
هل دكّ طود من المعالي بعد منعته {#spc} أم هل قضى العالم العلاّمة العلم
أجل هوى من مراقي مجدنا رجلٌ {#spc} يحفّه الحزم والإقدام والعظم
قضى الأمام الفريد الجهبذ النّبه {#spc} السّامي الخلال الأبيّ النّاقد الفهم
قضى أبو اللّغة الفصحى وسيّدها {#spc} واعتلّت الأرض لمّا مضّه السّقم
ساروا به من حمى مطريّة سحراً {#spc} بموكب فيه أرباب العلى التأموا
أمامه العلماء الغرّ مطرقةٌ حزناً {#spc} وفي كلّ قلبٍ منهم ضرم
وعمدة الجاه والمجد الرّفيع {#spc} بدت مع الجموع بفرط الغمّ تتسم
وخيرة السّادة الأعلام سائرةٌ {#spc} بين الوفود كموج اليمّ تلتطم
حتّى أتوا جدثاً ألقى المهابة في {#spc} القلوب فأرفضّ من تلك العيون دم
هناك الحد شيخ العلم بل دفنوا {#spc} من في رداه عرى الآداب تلتحم
هناك أودع والجمهور عاد وفي {#spc} الأحشاء حرّ لظى الأشجان يضطرم
وراح كلّ ينادي بين رفقته {#spc} وأحر قلباه ممّن قلبه شبم
المجد في أمةٍ أحيا معالمها {#spc} تدوم من بعده ما دامت الأمم
يراعةٌ كم نفت عن مخطئٍ {#spc} زللاً وأيدت خير آيٍ كلها حكم
ذوو المعارف من تيّاره اغترفوا {#spc} وحول مورده الصّافي قد ازدحموا
كم بات يجلو الخطوب السّود ثائرةً {#spc} تخرصاً وافتراء وهو يبتسم
سنّ القواعد والألفاظ هذّبها {#spc} حتّى غدت عنده الكتاب تحتكم
وأصبحت لغة الأعراب ناطقةً {#spc} بفضله ليس يعرو وجهها وصم
لله أبناء ذاك اليازجي لهم في {#spc} كل ثغرٍ جميلٌ ليس يكتتم
بل ليس يجحده إلا أخو خرسٍ {#spc} وليس يخفيه إلا من به صمم
لو قيل من بلسان العرب فاق على {#spc} لصاح كلّ أمريءٍ فخر الأنام هم
اليازجيون خير النّاطقين بها {#spc} وقد أقرت بذاك العرب والعجم

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success