إلى الشـاطئ المجهول Poem by سيد قطب

إلى الشـاطئ المجهول

تطيفُ بنفسي وهيَ وسنانةٌ سكرى {#spc}هواتفُ في الأعماق ساريةٌ تترى
هواتفُ قد حجّبنَ ؛ يسرينَ خفية{#spc} هوامسُ لم يكشفنَ في لحظة ستراً
ويعمُرنَ من نفسي المجاهل والدجى{#spc} ويجنبن من نفسي المعالم والجهرا
فيهنّ من يوحينَ للنفس بالرضـا {#spc} وفيهن من يلهمنها السخط والنكرا
ومن بين هاتيك الهواتف ما اسمهُ {#spc} حنينٌ ، ومنهنّ التشوق والذكرى
أهين بنفسي في خفوتٍ وروعةٍ {#spc}وسرنً بهمس ، وهي مأخوذة سكرى
سواحر تقفوهنّ نفسي ولا ترى {#spc} من الأمر إلا ما أردنَ لها أمرا
إلى الشـاطئ المجهول والعالم الذي{#spc} حننتُ لمرآهُ ؛ إلى الضفة الأخرى
إلى حيث لا تدري .. إلى حيثُ لا ترى{#spc} معالم للأزمان والكون تستقرا
إلى حيث ' لا حيث ' تميز حدوده ! إلى{#spc} حيث تنسى الناس والكون والدهرا
وتشعر أن ( الجزء ) و ( الكل ) واحد{#spc} وتمزج في الحس البداهة والفكرا
فليس هنا ( أمس ) وليس هنا ( غد ) {#spc}ولا ( اليوم ) فالأزمان كالحلقة الكبرى
وليس هنا ( غير ) وليس هنا ( أنا ) هنا{#spc} الوحدة الكبرى التي احتجبت سرا
خلعتُ قيودي وانطلقتُ محلقاً {#spc}وبي نشوة الجبار يستلهم الظفرا
أهوّم في هذا الخلود وأرتـقي {#spc} وأسلك في مسراهُ كالطيف إذ أسرى
وأكشف فيه عالما بعد عالم{#spc} عجائب ما زالت ممنعة بكراً
لقد حجب العقل الذي نستشيرهُ{#spc} حقائق جلت عن حقائقنا الصغرى
هنا عالم الأرواح فلنخلع الحجا{#spc} فننعم فيه الخلد ، والحب ، والسحرا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
سيد قطب

سيد قطب

مصر / أسيوط
Close
Error Success