أنـا من بلاد القات مأساتي تضج بها الحقب
أنا مـــن هناك قصيدة تبكي وحرف مغترب
...
من شجر القات ، ومن قواميس اللغات الميته
أخرج شاهرا حرفي ، ممتطيا صوتي
...
لو كنت في جيش مشاعره ، مواقفه أمينه
لو أن ما تخفيه أعماقي تحس به الجماهير الحزينة
...
عبد العزيز صالح المقالح (1937-)، أديب وشاعر وناقد يمني، ولد عام 1937 في قرية المقالح في محافظة إب وهو رئيس المجمع العلمي اللغوي اليمني درس على مجموعة من العلماء والأدباء في مدينة صنعاء، تخرج من دار المعلمين في صنعاء عام 1960، وواصل تحصيله العلمي حتى حصل على الشهادة الجامعية عام 1970، في عام 1973 حصل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب جامعة عين شمس ثم درجة الدكتوراه عام 1977 من نفس الجامعة، وترقى إلى الأستاذية عام 1987. تميزت كتابته بشيء من الكلاسيكية، لكنها سرعان ما انفتحت على الحداثة عمل أستاذا للأدب والنقد الحديث في كلية الآداب - جامعة صنعاء رئيس جامعة صنعاء من 1982-2001 رئيس مركز الدراسات والبحوث اليمني عضو في مجمع اللغة العربية في القاهرة عضو مؤسس للأكاديمية الدولية للشعر في إيطاليا عضو في مجمع اللغة العربية في دمشق عضو مجلس أمناء مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت المستشار الثقافي لرئيس الجمهورية اليمنية علي عبد الله صالح منذ عام 2001 حصل على جائزة اللوتس عام 1986م حصل على وسام الفنون والآداب – عدن 1980م حصل على وسام الفنون والآداب - صنعاء 1982م حصل على جائزة الثقافة العربية، اليونسكو، باريس 2002م حصل على جائزة الفارس من الدرجة الأولى في الآداب والفنون من الحكومة الفرنسية، 2003م حصل على جائزة الثقافة العربية من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (أليكسو)، 2004م حصل على جائزة الشعر من مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية 2010م)
فوق ضريح عبدالناصر
هنا ينام متعباً
من أتعب الأيام والفصول
من عبرت خيوله فوق جبين الشمس والزمن
فما ونى ولا وهن
حتى ونت من تحته الخيول
و استسلمت لراحة الكفن
فآثر القفول
ونام موهن البدن
من أيقظ العيون
... هنا
ينام متعب الجفون
بالأمس مر في سمائنا
على جواد الفجر كالصباح
أيقظنا من الخدر
مر بكفه فوق مواقع الجراح
قال لنا: أنتم بشر
كنا نسينا أننا بشر
و أن شمسنا مشلولة الجناح
فاستيقظت سهولنا، و انتفض القدر
على جبالناالمجنونة الرياح
يا إخوتي هل تذكرون حين مر
'كيف بكى حزناًعلى 'بلقيس' و 'بن ذي يزن
ماتا فلم يضمهما قبر و لم يسترهما كفن
كان على سفر
فثار واستقر
وصاح في الأطلال و الدمن
ثوري، تحركي
فثارت الأحجار والشجر
و ثارت اليمن
تناثرت من حولها سجون 'القات' و الكهوف
تقاطرت من قبرها الآلوف
و الفارس الذي أيقظها ممتشقاً حسامه
يضرب وجه الليل و الإمامه
و يسحق (الأقزام) والسيوف
و خلفه، أمامه
تشتجر الأخطار و الحتوف
لا الليل .. لا عواصف الشتاء
و لا زئير الرمل و الجبال
تثنى حوافر الجوادالممعن التحليق في الفضاء
تهز ذرة احتمال
عبر يقين الفارس المتشح الضياء
حتى تكسرت على طريقه النصال
و احترقت كهوف الليل والفناء
ولامس الجبين الأسمر السماء
و بعد الف رحلة و رحلة إنتصار
يعود للديار فارس النهار
يعود متعباً ليستريح
لينفض الجراح و الغبار
هنا على جوانب الضريح
و في غد يستأنف المسار
من جوف قبره يصيح
متابعاً بقية الحوار