ربيع Poem by علي أحمد باكثير

ربيع

يا من تفتَّح كالربيع لناظري {#spc} فلمحتُ فيه شقائقاً وبهارا
والفُلَّ يشرقُ بالضياءِ وبالشَّذا {#spc} والنرجسَ النعسان والنُّوَّارا
والوردَ مخموراً يتمتم : ويحكم {#spc} هيا اغنموا مُتع الحياةِ قصارا
متباين الألوانِ ألَّفَ بينها {#spc} ذوق يبلبلُ سرُّه الأفكارا
تلك المفاتنُ ينتهين لغايةٍ {#spc} ولقد يريبك أنها تتبارى
أمثولةُ الحسنِ البديعِ مرامُها {#spc} تطوى لها المضمارَ فالمضمارا
فكأنَّها أحزابُ شعبٍ راشدٍ {#spc} كلٌّ يجمِّع حوله الأنصارا
يتنافسون، وإنَّما مرماهم {#spc} تحقيق آمال البلادِ كبارا
ما للجمالِ وللسياسة؟ إنَّه {#spc} أهدى إلى قصد السبيلِ منارا
هو عالم ننساب في أطيافه {#spc}ونعانق الأنداء والأنوارا
من ضلَّ في ساحاته كمن اهتدى {#spc} وكمن صحا من لا يفيق خُمارا
يا من تفتَّح كالرَّبيع لناظري {#spc} أضرمتَ ما بين الجوانح نارا
أسكرتَ روحي بالسَّنا فذهلتُ عن {#spc} نفسي، وخلتُ العالمين سكارى
وسهوتُ عن زمني فلستُ بمثبتٍ {#spc} أسكرتُ ليلاً أم سكرتُ نهارا
رمتُ الكلامَ، فحار في شفتي كما{#spc} تاه الجمالُ بناظريك وحارا
ماذا أقول وكلُّ لفظٍ شاردٌ {#spc} عيناك أعظم أن تطيق حوارا
عيناك أقوى بالحياة وفيضِها {#spc} زخراً وأعمق في الحياةِ قرارا
لبصرتُ بالتُّفّاح يلعن نفسَه {#spc} لما أبيتَ مساسه استكبارا
كم ودَّ لو يلقى الشهادةَ في فمٍ {#spc} يهبُ الخلودَ وينهبُ الأعمارا
ما كان ضرَّك لو مسحتَ جبينَهُ {#spc} فأحاله لهبُ الحياةِ نُضارا
أو لو قبلتَ فداءَه فجعلتَهُ {#spc} معنى يحيطُ به الجمال إطارا
أم غِرتَ منه؟ فيا لقلبك قاسياً {#spc} ماذا تركت لحسنه فتغارا؟
يكفيه في زيناتِه أن يكتسي {#spc}شفقاً له من وجنتيك مُعارا
ما كان إلا خادماً لك طائعاً {#spc} يقفو خُطاك يُقبِّلُ الآثارا
راجع فؤادك في أحقِّ مورَّدٍ {#spc} برضىً وأكرمِ مُشبهيك نِجارا
تغفو وتصحو وهو في صلواته {#spc} لخدودك الآصالَ والأسحارا
أما نثارُ الوردِ إذ بدَّدته فلو {#spc}استطاع من السرور لطارا
ألأنَّه يحكي القلوب بشكله {#spc} عبثت يداك بشمله استهتارا؟
إهنأ بظُلمك، فالقلوب تودُّ لو{#spc} تُلقى لديك على البساط نثارا
ويح القلوب غلوتَ في بغضائها {#spc} فمقتَّ من جرَّائِها الأشعارا
أتلوم أرضاً -يا غمامُ- بخيرها {#spc} حفلت، وأنت فجرتها أنهارا
أهبطتَ شاكسبير من عليائِه {#spc}وأزحت عن كرسيِّه مهيارا
ووقفت في وجه الخلودِ، فهل تُرى {#spc} تطوي الخلودَ وقد طوى الأدهارا؟
لن تستطيع، فمن جمالك دونه {#spc} سدٌّ يقيه سطوك الجبَّارا
رفقاً بحبَّاتِ القلوبِ تسومُها {#spc} سوءَ العذابِ وما جنت أوزارا
ألأنَّها تهفو لحسنك كلَّما {#spc} لمحته أو هجست به تذكارا
يا لائمَ الأوتار في إرنانها {#spc} مهلاً، بنانُك تضربُ الأوتارا
يا طاوي الأقدار تحت جفونه{#spc} حتَّى لنخشاهُنَّ لا الأقدارا
لمَّا أبيتَ على مشاعرنا الهوى {#spc} هلاَّ مسختَ قلوبَنا أحجارا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
علي أحمد باكثير

علي أحمد باكثير

سوروبايا بإندونيسيا
Close
Error Success