حان أن تسترد ذاك الشبابا Poem by وديع عقل

حان أن تسترد ذاك الشبابا



حان أن تسترد ذاك الشبابا {#spc}لا تظنن نجم سعدك غابا
فتجدد يا نسر وانزل بصدر{#spc} الم جد قلباً فقلبه قد ذابا
أخطأ الدهر في صباك ولكن قبس{#spc} الشيب قد هداه الصوابا
فاغتفر للزمان ذنباً {#spc}جناه فاليك الزمان عنه تابا
وتقلد عصاك ترعى خرافاً طالما {#spc}أجمعت عليك انتخابا
لادماتٍ صدورها هاتفاتٍ ربنا {#spc}ربنا الجوابا الجوابا
ان ذاك الدعاءَ طال ولكن {#spc} رحم اللَه شعبه فاستجابا
فاستتب الأمر الذي كان قبلاً {#spc}يمنع الدهر دونه استتبابا
ورياح الانصاف هبت قليلاً {#spc}فازالت عن العيون الضبابا
وجلت في العلى هماماً اليه {#spc} قد قضت في اشتياقها احقابا
ارجع الرب في سماء المعالي شمس{#spc} فضلٍ كادت تداني الغيابا
فصفا جوها واصفى عيوناً قرحت {#spc}عهد وجدها الاهدابا
فسلامٌ عليك يا أيها اللا بسُ{#spc} من خوف ربه جلبابا
وسلام عليك يا طاوي ال طهر {#spc}الذي نثره يحاكي الملابا
قد قبضت المفتاح فادخل إلى ب {#spc}يمت المعالي وفتح الابوابا
واستزد من سلاح برك فالحرب{#spc} عوان والبطل حث الركابا
وتسارت تلك الأراقم فوضى {#spc}تتحدى قلوبنا انقابا
ورأينا السم النقيع الذي سا ل{#spc} وكنا تحجوه قبلاً رضابا
فأجرنا من المصاب لئلا يتبع {#spc}الدهر بالمصاب مصابا
وادعنا في رضاك تلقى قلوباً {#spc}تستطيب الموت الزؤام شرابا
واذا كان من قلانا اخانا{#spc} فلقد يبغض القراب القرايا
فأنرنا في ذا الظلام فإنا {#spc} قد مللنا لصبحه الارتقابا
وتدبر للدين والعلم ترميم {#spc} ربوعٍ كادت تصير خرابا
قد عهدناك في الوقائع ليثاً {#spc}غالب الدهر فانثنى غلابا
لم يشب عزمك المشيب فأنت ال نسر{#spc} ما زلت تستجدُّ الشبابا
لا ولا حطَّ من علاك مقالٌ {#spc}لفقته الحساد عنك اغتيابا
علموا اليوم ان ربك قاضٍ {#spc} عادلٌ يمنحُ الحقيق الثوابا
فاغتفر ذنبهم اليك فقد {#spc}جا ؤوك للصفح كلهم طلابا
نزعوا عنهم الحجاب وما شا ؤووا{#spc} بيوم ارتقاك عنك احتجابا
فتباروا إلى لقاك وفوداً {#spc}وتتالوا حزائقاً أسرابا
هل علمت الأحزاب في ذلك اليوم{#spc} الذي لم يدع بهم أحزابا
يوم لاحوا على الجياد المذاكي تنهب {#spc}الأرض بالمسير انتهابا
وتساروا بالمركبات قطاراً {#spc}وتساروا احبةً وصحابا
ودوى الرعد من بنادقهم ح تى {#spc}استهزوا قلب الفضاء اضطرابا
يتهادون بالصوارم لدناً {#spc} يتثنون بالرماح صلابا
موكبٌ يفضح الكواكب نوراً {#spc} راح ينسابُ من وراك انسيابا
بقلوبٍ تدافعت من حوال يك{#spc} دراكاً ترجو اليك اقترابا
وثغورٍ بواسم ما جلاها غير {#spc}مجلاك في العلى استطرابا
كل هذا وانت تمشي وديعاً {#spc}لا يثنيك امرهم اعجابا
تلتقيهم طلق المحيا ويغشى {#spc} كل عافٍ ندى يديك ربابا
واذا ما دجى لهم ليل خطبٍ {#spc}لحت فيهم بدر النهى فانجابا
واذا جف ترب رزقهم ال فوك{#spc} بالنيل عارضاً صيابا
هكذا فلتك الرعاة وإلا {#spc} فلتقلد تلك العصيَّ الذئابا
إنما الحبرُ من ثوى قلبه ال خلد{#spc} ورجلاه تثويان الترابا
وحمى جانب اليقين واعلى {#spc} راية الصدق تخجل الكذابا
واقام القسطاس بين رعايا ه{#spc} وما زال للرشاد نصابا
هكذا قد براك ربك حبراً {#spc} لم يدع فيك للحواسد عابا
ما سمعنا لشائبٍ عنك قولاً غير{#spc} ان المفضال بطرس شابا
ان يك الشيب فيك عيباً فاني{#spc} شاكرٌ في انتقاصك العيابا
هل نكير عليك انك للم عوز{#spc} غوث تجيئه وهابا
هل نكير عليك انك ذوق لبٍ {#spc}بحب الإله يذكى التهابا
هل نكيرٌ عليك انك راعٍ {#spc} في رعاياهُ يألف الاتعابا
كم قتلت الكرى بسيف من ال سهد{#spc} وامسيت بينهم جوابا
فرددت الغاوي وقومت منا داً {#spc}واجبرت من يداني القضابا
وتدبرت معهداً سال علماً {#spc}وتقى فاستفزهم طلابا
فبه مغتذى العلوم وفيه{#spc} موردٌ ينهل الفتى آدابا
وبه قيد الهوى قلب حبٍ رقة{#spc} القيد في هواك استطابا
ولقد قد قضى عهوداً طوالاً {#spc} يتقاضى هذه العهود اقترابا
تارةً ينشد الربوع صباءً {#spc} تارةً ينشد الزمان عتابا
فإذا بالزمان عاد وفياً {#spc}بعدما كان خادعاً خلابا
فتثنى يوم ارتقائك بشراً {#spc}وتصابى ولم يكن يتصابى
نزلوا ابحر الثناء فألفوا {#spc} كل بحرٍ منك استعار العبابا
فتصفح اقوالهم تقرأ العر ف {#spc}فصولاً والحب بابا فبابا
واقتبله سفراً روى عنك ما لم يبق {#spc}في خاطر الزمان ارتيابا
لا تجزني فانني لك في د ينٍ من {#spc}الفضل ان أردت الحسابا
وكتابي عهدٌ علي بديني {#spc} فلهذا ذيلت باسمي الكتابا

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success