لولا صباك لما حزنت على صبا {#spc} يذوي ولا أرسلت دمعي صيبا
ان المنية أذبلت بك خير من {#spc} رباه لبنان العزيز وأنجبا
...
شمس الفضيلة ما دهاك غروب {#spc}إلا وفي وجه السماء قطوبُ
جزعت عليك نجومها وبدورها {#spc}وانهل مدمعها الندى المسكوب
...
حان أن تسترد ذاك الشبابا {#spc}لا تظنن نجم سعدك غابا
فتجدد يا نسر وانزل بصدر{#spc} الم جد قلباً فقلبه قد ذابا
...
حمل البريدُ إليَّ من خلفِ البحار كتابها
ومن البليةِ أنها حظرت عليَّ جوابها
...
ولها اخوةٌ لئامٌ قُساةٌ فاجأونا في ليلة ظلماءِ
فاجأونا في ملتقىً طالما لُذ نا به عن نواظر الرقباء
...
لا تقل عن لغتي أم اللغاتِ انها تبرأ من تلك البنات
لغتي أكرمُ امٍّ لم تلد لذويها العُرب غيرَ المكرمات
...
يا رب ان كانت حياتي ديناً عليَّ إلى الممات
فاستوف دينك عاجلاً إني مللت من الحياة
...
صبراً ولو فجع الهدى بالهادي{#spc} ليس الفناء على الخلود بعاد
ما كان من صنع النفوس فانه {#spc} يبقى ولو سلت من الأجساد
...
سلوا الأمير وروحي للأميرِ فدى هل{#spc} رادَ في الغرب مثلَ النيلِ أو بردى
وهل رأى كسماء الشرق ناصعةً {#spc}من الرقيع أظلت مثله بلدا
...
قف صافح الوطنَ العزيزَ ونادِ {#spc}القومُ قومي والبلادُ بلادي
والبس دروعك فهي لم تبرح {#spc}كما فارقتها زرداً من الأكباد
...
لولاك لاستن مهري بي عن ديار جدودي
ولا رعى العشب إلا على مراعي الصعيدِ
...
ترفق بجسمٍ كاد ينهكه الجهد {#spc}برغبة نفس لا يجارى لها قصد
فحسب بني مارون ما قد أنلتهم {#spc} وحسبك هل بعد الذي نلته بعد
...
ولي وطنٌ قنعتُ به صغيراً {#spc}على أن لا يهون لمستبد
وبئس العيشُ في وطنٍ كبيرٍ {#spc} إذا كانت ولايته لوغدِ
...
مهد الصبا ما للصبا عهد ولى الصبا فسلمت يا مهد
هذا ربيب الأمس فيك فما أبقى له من بعدك البعد
...
وديع عقل ولد عام 1882، صحفي وأديب لبناني، أتم تعليمه في مدرسة الحكمة ببيروت واستقر بها. مارس التعليم، ثم شارك في إصدار جريدة "الوطن" ثم "الراصد" انتخب نقيبا للصحفيين مرتين، فرئيسا للمجمع اللبناني مدة قصيرة. انتخب عضوا في مجلس النواب. له ديوان شعر، وعدة مسرحيات، كما شرح رسالة الغفران للمعرى ووافته المنية عام 1933)
لولا صباك لما حزنت على صبا
لولا صباك لما حزنت على صبا {#spc} يذوي ولا أرسلت دمعي صيبا
ان المنية أذبلت بك خير من {#spc} رباه لبنان العزيز وأنجبا
ما كنت إلا نفحةً من أرزه {#spc}حملت إلى المكسيك عرفاً طيبا
وشرارةً من ناره طارت إلى{#spc} فلكٍ بعيدٍ فاستقرت كوكبا
ورسالةً من روضه وغديره{#spc} نضحت عليها الطيب أزهارُ الربى
تليت على أبنائه فرأوا بها سفر {#spc}النبوغ محبراً بيد الصبا
طربوا افتخاراً للشباب يزينه {#spc} من حكمةٍ ما قد يفوت الأشيبا
فأقمت والتوفيق صنوك عاملاً {#spc} عمل الذي خبر الحياة وجربا
قد عشت كالحمل الوديع ولم تكن إلا {#spc}على بغي النوائب سلهبا
ما كان حظك عاثراً الا بع مرك {#spc}إذ قضبت ولم يحن أن تقضبا
وذهبت عن دنياك وهي تشد ذي ل{#spc} الثوب منك تريد أن لا تذهبا
عاصيتها وعففت عن لذاتها {#spc}ومضيت تطلب في سواها مطلبا
وتركت خلفك مهجةً أخويةً {#spc} في دار غربتها تذوب تلهبا
ما راع ريب الدهر في الدنيا أخاً {#spc} كأخيك يوم دهى ولا أبكى أبا
هذا عليه ضاق لبنان وذا ك {#spc}غدا يرى المكسيك سجناً مرعبا
فتلاقيا يتساقيان الصبا في لبنان {#spc}بعدك لا سواه مشربا
لا روض شرتونٍ يطيب أريجه {#spc} لهما ولا بيروتُ تحلو ملعبا
واللَه لولا الحلم لم يمسكهما {#spc} لتخيرا اليأس المفرق مركبا
حيتك يا انطونُ اطهرُ نفحة {#spc} أرزية يسري بها نفس الصبا
نم واسترح في دار غربتك التي {#spc} لم ترض فيها العيش إلا متعبا
يا صارماً مستوحشاً في غمده{#spc} صبراً فسوف تعيف ذاك المختبا
ستصيح امك يوم تنزل لحدها {#spc}أهلاً وسهلاً بالحبيب ومرحبا