كبير كالحب تعانقه السماء كريم بعطائه يسبح الجميع في احضانه يجدد نفسه من كل الششمات التي ترمي قاذوراتها به فهو نظيف منذ الازل للقانطين بقربه تحلو الروح و الامل و تمخر السفن في عبابه و العابرون الى بلاد الله الواسعة يعبرونه الى ممالك الحرية و الى حياة جديدة و الامواج فيه تروح و تجيء كالعاشق الولهان مياهه المالحة فيها حلاوة روحه و لكنه اذا جن فالويل كل الويل لراكبه فيه كل الرزق للعباد و اللألىء و كل جميل فيه و فيه امواج كالجبال تقطعه الى بلدان عظيمة و امواجه كالجدائل الجميلة و يرمي على شطآنه كل تالف و الزبد ينتهي به على الرمال اجله هوائه عليل و السفن و البواخر فيه كألعاب الاطفال و كالأوراق تطفو بلا وزن عظمة خالقه - سبحانه و تعالى - في كل شيء فيه و فيه احيان ينتحر الجبان و يموت احيانا في مياهه اللاجئون الهاربون من موت الى موت ينتظرهم تحسبه بلا نهاية و هو يبتسم انه آية من آيات الله و فيه رياضات كثيرة و منها الغطس و العوم و سباحة الفراشة و فيه اسماك لايعلم عددها الا الله القرش و الدلفين و الحوت و الغريبة و اللئوس و الاجاج و الخراية و غيرها و حشيشة البحر و قنديل البحر و الصخور بداخله كأنها جبال شاهقة في اعماقه و فيه الزلازل و البراكين و كل مجهول صخرة الانتحار و فقط بالأسم و زتة فارس و الكورنيش الجميل و المطاعم على جنباته و اتذكر ابو الهور و يوسف و رامي و جوجو و غيرهم و الاركيلة بالقريه و منظر البحر الجميل اذا نظرت من عل و ضوء القمر ينعكس على مائه و كل شيء فيه يبدو صغيرا لأنه كبير بشكله و حبه و هذا خلق الله و ماذا فعل الذين من دونه ؟ الحمد لله! انه آية من آيات الله. هو البحر! هو البحر! *********************************************************************