أحلام سوداء Poem by إبراهيم ناجي

أحلام سوداء

رُبَّ ليلٍ قد صفا الأفق بهِ {#spc} وبما قد أبدعَ اللهُ ازدهرْ
وسرى فيه نسيمُ عَبِقٌ {#spc} فكان الليلَ بُسْتَانٌ عَطِرْ
قلتُ يا رب لمن جمَّلته {#spc} ولمن هذي الثريات الغررْ..؟
فعرا الأفقَ قَتامٌ وبَدَتْ {#spc} سحبٌ تحبو إلى وجهِ القمرْ
كلما تقرب تمتد لهُ {#spc} كأكفٍّ شرهاتٍ تنتظر
صحت بالبدر: تنبَّهْ للنذرْ {#spc} ادركِ الهالةَ حفت بالخطرْ
لا تبحْ مائدة النور لهم {#spc} لا تبحْها لسوادٍ معتكرْ
قهقه الرعدُ ودوَّى ساخراً {#spc} فكأنَّ الرعدَ عربيدٌ سكرْ
قمتُ مذعوراً وهمت قبضتي ... {#spc}ثم مدت، ثم ردت من خَوَرْ
لهف القلب على الحسن إذا {#spc}قهقه الغربانُ والذِّئبُ سخرْ
تحتمي الوردةُ بالشوكِ فإن {#spc} كثر القطافُ لم تغنِ الابرْ
آهِ من غصنٍ غنيٍّ بالجنى {#spc} ومِن الطامع في ذاك التمرْ
آه من شك ومن حب ومن {#spc} هاجساتٍ وظنونٍ وحذرْ
كست الأفقَ سواداً لم يكن{#spc} غيرَ غيمٍ جاثمٍ فوق الفكرْ
طالما قلت لقلبي كلما{#spc} أنَّ في جنبي أنينَ المحتضرْ
إن تكن خانتْ وعقَّت حبَّنا {#spc} فأضِفْها للجراحاتِ الأخرْ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success