هجرة في حلم Poem by محمد البزم

تذكَّرَ فــــــــــــــــانهلَّتْ مدامعُه تَتْرَ {#spc} لـيـالـيَ مـرّت فـــــــــــي دمشقَ له غرَّا
تـراءت له كـالطّيف مـرَّ بــــــــــــهجعة {#spc} فـمـالـت بـه أعطـافُه نحـوهـــــــا سكْرَى
فراح طلـيـقَ الـدمع فـــــــي قبضة الأسَى {#spc} ومـا كلُّ شـوق لا تُهـيِّجه الــــــــــذكْرَى
عــــــــــــــلى جِلَّقٍ، لا روَّع الله {#spc} ولا أعـمـلـتْ فـيـهـا ذئابُ العـــدَا ظُفْرا
سَقَى نـيْرَبـيـهـا الزاهــــــــرَيْن، ودُمَّرًا {#spc} إلى الشـرف الأعـلَى مُلِثُّ الـحَيـــــا قَطْرا
فلـو جـال مـا بـيـن الـبريـد ومـرجهـــا {#spc} «عـلـيٌّ» لأنسَتْه الرُّصـافةَ والجســــــــرا
إذا خـفتَ ضـيـمًا فـي بـلادك فـالـتــــمس {#spc} لنفسك قبـل الـذلِّ فـي غـيرهـــــــا وَكْرا
فـمـن بـات فـي أوطـانه بـيـن قــــــومه {#spc} غريبًا نأى عـنهـا، وأوسعَهـــــــــا هَجْرا
وإمـا نـبـا قُطْرٌ بذي اللُّبِّ أصْعـــــــــدتْ {#spc} بـه عَزَمـاتٌ يبتغـي غــــــــــــيرَهُ قُطْرا
وإنّ بـلادًا لـم تسعْنـي رِحـابُهــــــــــا {#spc} فلـيس انْتِوائـي عـن مـرابعهـــــــا إمْرا
ركبنـا قطـارَ ابنِ الـبخــــــــار فأوجَفتْ {#spc} خُطـاه بنـا تَفْري الـمهـــــــامِهَ والقفرا
مضَى وهـو مأمـون العِثــــــــــــار كأنه {#spc} يسـابق فـي أفلاكهـا الأنجــــــمُ الزُّهْرا
هَوَى عـن جـبـال الشـام وهْيَ شــــــــوامخ {#spc} وأصعـد مـيـمـونًا يَؤمُّ بنـا مـــــــــصرا
يشـابـهـنـي حـزنًا وشــــــــــوقًا وحُرْقةً {#spc} فكلٌّ له عـند السُّرَى كبــــــــــــــدٌ حَرَّى
بـه مِثْل مـابـي، مـن جـوًى وصـبـــــــابة {#spc} فأدمعه سكب ولـــــــــــــــي عبرة تَتْرى
تجلَّد مـلـتـاعًا، وحـاولـتُ مــــــــــثلَهُ {#spc} تجلُّدَ مـلـتـاع، فلـم تكـــــــــن الأخرى
إلى أمَّة مـا خـامـر الجـبن قـلـبـهـــــا {#spc} ولا أضمـرت يـومًا لـدَى حــــــــادث ذُعْرا
إذا مـا دنـا أعـداؤهـا فـي عـدائهـــــا {#spc}لسـاح الـوغَى فِتْرًا، نزت نحـوهـــــا شبرا
وعـن أمَّةٍ لا أخمَدَ الله عزمَهــــــــــــا {#spc} وأطلعَهـا فـي كل داجـيةٍ فجــــــــــــرا
ولكـنهـا لا كـدَّرَ الله عـيشهـــــــــــا {#spc} غدت بـيـد الأيـام تقتلهـا صـــــــــبرا
أقـول لنفسـي والأسَى تسفع الـحشــــــــا {#spc} لَواذِعُه، صـبرًا، لعـلّ لهـــــــــــا عُذْرا