نحن عدن وهم مكان مريب Poem by إلياس أبو شبكة

نَحنُ عَدنٌ وَهم مَكانٌ مُريبُ {#spc} شَقِيَت فيهِ أَعيُنٌ وَقُلوبُ
سَكَبَ الحُبُّ رَحمَةَ اللَهِ فينا {#spc} فَالسَنى مائِجٌ بِنا وَالطيوبُ
كُلُّ أَعراقِنا السَعيدَةِ لِلإي {#spc} مانِ مَجرى وَلِلرِّجاءِ دروبُ
تَتَناهى بِنا إِلى الغِبطَةِ {#spc} الكُبرى فَنَفى بِسِحرِها وَنذوبُ
أَنتِ يا لَيلَ أَنتِ أَجمَلُ رُؤيا {#spc} صَبَّها في العُيونِ حُلمٌ عَجيبُ
ما رَأى الناسَ مُنذُ حَوّاءَ حسناً {#spc} فيهِ هذا النَدى وَهذا اللَهيبُ
أَيُّ لَونٍ كَأَنَّهُ الصُبحُ فيهِ {#spc} مِن بَقايا الفَجرِ العَميقِ شُحوبُ
أَغرَفَتهُ عَيناكِ في مُبهَماتٍ {#spc} هيَ مِن روحِكِ الخَيالُ الغَريبُ
حينَ تَطفو عَلَيهِ أَخيِلةُ الأَه {#spc} دابِ يَخبو بَياضهُ المَشبوبُ
أَعلى وَجنَتَيكِ يا لَيلَ خَمرٌ {#spc} أَلهَبَت فيهِما النَدى أَم حَليبُ
أَم عَلى وَجنَتَيكِ ظِلُّ الخَطايا {#spc} مِن بَغِيٍّ أَتى إِلَيكِ يَتوبُ
حُسنُكِ الحُسنُ وَهوَ لِلخَل {#spc} قِ إِحسانٌ وَما تَبَقّى ذُنوبُ
قُلتِ قُل بَعدُ وَاِبتَسَمتِ فَشَعَّت {#spc} في كِياني مجاهِلٌ وَشُعوبُ
وَجَرَت في دَمي يَنابيعُ لَم يَح {#spc} يَ عَلى مِثلَها صَعيدٌ خَصيبُ
وَمِن الطَيرِ جوقَةٌ في ضَميري {#spc} غَرَّدَت فَهو بي وُجودٌ طَروبُ
كُلُّ ما بي زَها وَغَنّى وَلكِن {#spc} في لِساني تَرَدَّدَ العَندَليبُ
قُلتِ في صَمتِكِ الجَميلِ حَديثٌ {#spc} ما رَوى مِثلَهُ فَمٌ مَوهوبُ
فَبِروحي سَمِعتُ ما لَم تَقُلهُ {#spc} إِنَّهُ في جَوارِحي مَكتوبُ
ثُمَّ قَبَّلتِ في يَدَيكِ غُصَيناً {#spc} فَسَرى فيهِ قَلبُكِ المَسكوبُ
وَبِشَعري عَقَدتِهِ وَعَلى عَي {#spc} ني طَبَعتِ اِبتِسامَةً لا تَغيبُ
قُلتُ ماذا فَقُلتِ إِكليلُ حُبٍّ {#spc} هكَذا يُكرمُ الحَبيبَ الحَبيبُ
سَوفَ تَذوي التيجانُ يا لَيلَ وَالسُل {#spc} طانُ يذوي جَبينُهُ المَعصوبُ
وَالأَكاليلُ سَوفَ تَذوي وَتَبلى {#spc} وَيَشيبُ الغارُ الَّذي لا يَشيبُ
وَعَلى مفرقي وَقَلبي سَيَبقى {#spc} غُصنُكِ الرَطبُ وَهوَ حَيٌّ رَطيبُ