كَعابٌ أَتَت في الحُسنِ فَخرَ الكَواعِبِ Poem by إلياس أبو شبكة

كَعابٌ أَتَت في الحُسنِ فَخرَ الكَواعِبِ

كَعابٌ أَتَت في الحُسنِ فَخرَ الكَواعِبِ {#spc} لبانَتُها نيطَت بِحَدِّ القَواضبِ
لَها كَوكَبٌ في كُلِّ عينٍ منوِّرٌ {#spc} يُفاخِرُ بِالأَنوارِ كلّ الكَواكِبِ
لِماذا وَلم تَطلب سِوى الحَقِّ رائِداً {#spc} تحفُّ بِها الأَضدادُ من كُلّ جانِبِ
رَغِبتُ إِلى الأَقوامِ أَن يَحتفوا بِها {#spc} فَلَم تَنزلِ الأَقوامَ عِندَ رَغائِبي
إِذا اِبتَسَمت فَاللُؤلُؤُ الصِرفُ ثغرها {#spc}وَإِمّا بَكَت فَالماسُ تَحتَ الحَواجِبِ
وَفي طرف الأَجفانِ سُلَّت مَضارِبٌ{#spc} تَقوم عَلى أَحداقِها كَالمَضارِب
لَقَد وَصمتها زمرَة الجَهل بِالريا {#spc}وَأَلوَت عَلى أَفعالها بِالمَثالِبِ
وَما زُمرَةُ الجَهّالِ إِلا غَياهبٌ {#spc} سَيخرقُ نورُ الفَجرِ لَيلَ الغَياهِبِ
بصرتُ بِها وَالدَمعُ فَوق خدودِها {#spc}وَما دَمعُها إِلا رموزُ المَصائِبِ
وَقد حَمَلت من شِدَّة الحزن رَأسها {#spc}وَأَلقَت سوادَ الثَغرِ فوقَ التَرائِبِ
فَقُلتُ لها خلّي الهُمومَ فَإِنَّها {#spc} لناحيَة المَغلوبِ لا لِلغَوالِب
فَلَيسَ نَصيرُ الظُلم إلا معاقِباً {#spc} سَيَلقى من الأَيّام شرّ العَواقِبِ
أَلَستِ اِبنَةَ البستيل يَوم خربَتِهِ {#spc} وَشيّدتِ برجَ العَدلِ فَوقَ الخَرائِبِ
وَحَكَّمتِ سَيفَ الحَقِّ في عُنقِ الريا {#spc} فَسالَت دِماءُ الجورِ من كُلِّ خائِبِ
أَما أَنتِ من رَاس الوُجودِ دماغه{#spc} تَجيئينَ أَبناءَ الوَرى بِالعَجائِبِ
جَعَلتِ دِياناتِ الشُعوبِ شَقائِقاً {#spc} وَآخَيتِ في الأَكوانِ كلّ المَذاهِبِ
دُموعِك من جفنِ اللُيوثِ مذابَةٌ {#spc} فَلا تَذرِفيها مورداً لِلثَعالِبِ
وَكوني عَلى رُغمِ النَوائِبِ لبوةً {#spc}تَسيرُ معَ الأَشبالِ فَوقَ النَوائِبِ
وَأَعطي دُروساً لِلشُّعوبِ شَريفَةً {#spc} تُعَلِّمهُم كَيفَ اِرتِقاء المَناصِبِ
وَأَنَّ حقوقَ الإِجتِماعِ خَليقَة {#spc}بِأَهلِيَّةٍ في الشَخصِ لا بِمَآرِبِ
لَقَد أَخرَسوا في مرشَفيكِ حَقيقَةً {#spc} مُهَدَّدَةً بِالوَيلِ من كُلِّ غاضِبِ
فَلا تَخذلي يا أَخت كلَّ فَضيلَةٍ {#spc}فَلَيسَ حُسامُ المُستَبدِّ بِقاضِبِ
لَدَيكِ من الجُندِ العِظامِ كتائِبٌ{#spc} فَسَيري عَلى جِسر الوَلا بِالكَتائِبِ
عَشَقتُكِ طِفلاً يَوم كُنتِ نَسائِماً {#spc} تَهزّينَ مَهدي كَالغَلامِ المداعِبِ
وَقَبَّلتُ مِنكِ الثَغرَ مُذ كُنتِ زَهرَةً {#spc} تَقطّرك الأَنداءُ عِندَ المَغارِبِ
عَشِقتُكِ بَدراً في السَماءِ منوِراً {#spc} يُطِلُّ عَلى الدُنيا كَعَينِ مراقِبِ
فَينظرُ أَبناءَ الوُجودِ محاطَةً {#spc} بِأَسدالِ إِظلامٍ كَأَثوابِ راهِبِ
عَشقتُكِ دونَ البَعضِ روحاً تَمَرَّدت {#spc} عَلى كُلِّ غَدّارٍ محابٍ وَكاذِبِ
لَقَد حَطَمَت دونَ الجَميعِ قُيودِها {#spc} وَسارَت بِأَبطالٍ لَها في المَواكِب
عَشقتُكِ دوماً أُمَّةً مُستَقلةً {#spc}وَلا شَأنَ في اِستِقلالِها لِلأَجانِب
عَشِقتُكِ فَوقَ الكلِّ شاعِرَةً لَها {#spc} مَواهِبُ تَسمو فَوقَ كلِّ المَواهِبِ
كَتبتِ عَلى لوحِ الوُجودِ بِريشَةٍ {#spc} لَها مَهبَطُ الإِلهامِ أَكبَرُ كاتِبِ
أَلا حرَّروا هذا الوَرى من عُبودَةٍ {#spc}هيَ الذِئبُ كم غالَ الوَرى بِالمَخالِبِ

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success