ما هاجت الذكرى شجون شبابي Poem by وديع عقل

ما هاجت الذكرى شجون شبابي

ما هاجتِ الذكرى شجونَ شبابي {#spc}إلا أمام شبابكَ المتصابي
يا حاملاً همَّ الهوى وعذابه {#spc} لا ذُقتَ همي في الهوى وعذابي
لكَ عبرةٌ بي لو فقهت صبابتي{#spc} ودرستَ في عهدِ الغرام كتابي
هو شرُّ ما كتبَ الشبابُ وخيرُ ما {#spc} يلقيه أستاذٌ على طلاب
هو روعةُ الأهواءِ في سكراتها {#spc} وقرارةُ الاهوالِ في الألباب
هو معرِضُ الشيطانِ شيطان الهوى{#spc} لغضاضةٍ ومضاضةٍ وتباب
ألقيت فيه شواردي غصصاً على{#spc} غصصٍ واوصاباً على أوصابِ
زفراتُ صدرٍ لو بثثت بها إلى {#spc}فلك الدجى أطفأتُ كل شهاب
ولو ان ليلى انشدت مجنونها{#spc} شعري لثاب إلى هدىً وصوابِ
ولكان يُعرضُ عن هواها خائفاً {#spc}أن يبتلى منه بمثل مصابي
قد ذاقَ قيسٌ من هواه صبابةً {#spc} وشربتُ اكواباً على أكوابِ
من قاس ما لاقيتُ من وجدٍ بما {#spc}لاقاه قاس جهنماً بثقابِ
لا العقلُ يُعدَلُ بالجنونِ ولا ابنةُ {#spc}السلطانِ تُعدَلُ بابنةِ الحطّاب
والهولُ أرهبه إذا لاقيته {#spc} وسراجُ ذهنكَ مشعلٌ لا خابِ
وذِمارُ ليلى لم يكن كذِمارِ{#spc} فا تنتي تحفُّ به أسودُ الغاب
كانت ثريا بنتَ أكرم عِترةٍ {#spc}موصولةَ الأنساب بالاحساب
مقصورةً في خِدرها ولها أبٌ {#spc} عالي المُقام معظَّمُ الألقابِ
حسناءُ في شرخ الصبا وانا فتىً {#spc} يتلَّقطُ الغفلاتِ بالأهداب
فُتنت بشعري وافتتنتُ بحسنها {#spc}فأتى الهوى عفواً بغير حساب
ما كنتُ أحلمُ أن أرى وجهَ الثريا{#spc} هابطاً متعفراً بترابي
ما كنتُ احلم في الكرى ان نلتقي {#spc} متساقيين رُضابها ورضابي
حتى أتاني في الظلام رسولها {#spc}فذهبتُ غيرَ مؤمّلٍ باياب
ولقد تلاقينا ولم يكُ سامعٌ {#spc} غيرَ الظلام خطابها وجوابي
قالت وربك ان شعرك قد سبى {#spc} قلبي وجاءَ به اليكَ السابي
إِن كنتَ براً بالسبيّ جعلتَني{#spc} وحدي عروس قريضك الصياب
فأجبتها وهواكِ وهو أليتي {#spc} وقفٌ عليكِ قريحتي وشبابي
وتصرمت حججٌ ثلاثٌ والهوى {#spc}ما بيننا متعاقدُ الأسبابِ
لاقيت من اهواله ما يردِع الطا غي{#spc} ويكسرُ شرَّةَ الوثابِ
لو شاهد العبسيُّ بعض مواقفي {#spc} لروى لعبلاهُ حديثَ عجاب
ولهاب عنترةٌ مخاطر كنت {#spc}اغش اها بقلبٍ ليس بالهباب
إني بليت بفتيةٍ من قومها ل{#spc}ا يلتقون الناس غيرَ غضاب
كم صادفوني في السبيل وانذر وني{#spc} بالمنون واغرقوا بسبايي
كم ليلة تحت الغمامِ سهرتها{#spc} وعيونهم حولي عيونُ ذئاب
وكم اقفتوا أثري إلى أبوابها{#spc} فرجعتُ مرجوماً عن الأبواب
ما كنت أظفر مرةً بوصالها {#spc}إلا ودسُّ الموتِ تحت ثيابي
وتبيت واجدةً واعلم ما بها {#spc}وابيتُ ملتاعاً وتعلم ما بي
حججٌ ثلاثٌ ما قضيت دقيقةً {#spc} منها خليَّ البالِ في محرابي
قطعتها متهتكاً بقصائدي {#spc} حتى خلعتُ على الهوى آدابي
ووضعت قدري واستبحت محرَّ {#spc} ماتِ الدين من سُكرٍ ومن ألعاب
ذا ما جناه عليَّ شعري ليتني {#spc} لثَّمتُ وجهَ قريحتي بنقاب
أما ثريا فاستقلَّ بامرها {#spc} كهلٌ كثير المالِ والاعتابِ
لم ترضه بعلاً لها إلا واهلوها {#spc} كماةُ خناجرٍ وحراب
هي مهجتي غابت وطال غيابها {#spc} عني فطالَ عن الحياة غيابِ
أنا ذلك الميتُ الذي يعظ الش بابَ {#spc}بشعره حياً على الأحقابِ
وانا الذي ديوانه كأس اللظى {#spc}قد تُوجت من جمره بحبابِ
يا حاملين على الصبا آمالكم{#spc} هي عبءُ اوهامٍ على كذابِ
لا شارعٌ منكم على ماءِ ولا {#spc} كان الصبا في العمرِ غير سراب
لذاته تلد المصائب للفتى {#spc}ومتى ولدن مررنَ مرَّ سحاب
كأسٌ تذوق الشهدَ منها طافياً {#spc}أما قرارتُها فمرُّ الصاب
من يقضِ في تعب الغرام شبابه{#spc} شدَّ المشيبُ عليه بالاتعاب

COMMENTS OF THE POEM
READ THIS POEM IN OTHER LANGUAGES
Close
Error Success